قراءة فى مقال الاعجاز الغيبي بإخبار الرسول(ص) عن استحلال أمته للمعازف والزنا والخمر والحرير
صاحب المقال محمد حارس وقد استهله بذكر حديث فقال :
"
"وقال هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثنا عطية بن قيس الكلابى حدثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعرى قال حدثنى أبو عامر - أو أبو مالك - الأشعرى والله ما كذبنى سمع النبى صلى الله عليه وسلم يقول: «ليكونن من أمتى أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم، ياتيهم - يعنى الفقير - لحاجة فيقولوا: ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة"" (صحيح البخاري باب الأشربة)"
وبعد أن ذكر الحديث رتب عليه ما ظن أنه اعجاز غيبى مع أن الرسول(ص) نفى عن نفسه أنه يعلم الغيب فقال:
" ولا أعلم الغيب"
والرسول(ص) لا يعلم ما يفعله الله به أو بغيره كما قال تعالى :
" وما أدرى ما يقعل بى ولا بكم"
ومن ثم لا صحة للحديث ولا لأى شىء ترتب عليه مما قاله محمد حارس :
"اذا النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أخبرنا بوجود أناس من أمته (أي مسلمين) سوف يستحلون الحر
(أي الزنى) و الخمر و المعازف و هذا كله تحقق في عصرنا الحالي:
الحرير: ادعى بعض "العلماء المستعلمون" اليوم أن لبس الحرير حلال!! حيث ادعى من يسمون أنفسهم زورا ب"أهل القرآن" (القرآنيين) أن لبس الحرير للرجال حلال! و هذا بعض ما ورد في نص الفتوى من موقهم الرسمي:
ما حكم لبس الرجل للذهب والحرير
مباح للرجل أن يلبس الذهب والحرير بل يحرم على أى إنسان أن يفتى بتحريم لبس الذهب و الحرير للرجال ومن يفعل ذلك فقد وقع فى الشرك و تقول على الله تعالى بغير علم."
والحرير ليس هناك نص قطعى فى تحريمه بل إن الروايات متناقضة فيه بالنسبة للرجال فأيها نصدق من أحلته أم من حرمته فمما أخلت بعضه للرجال:
-عن ابن عباس قال إنما نهى رسول الله عن الثوب المصمت من الحرير فأما العلم من الحرير وسدى الثوب فلا بأس به (أبو داود)"
ثم قال :
"الخمر: تشدق علينا الكاتب اليمني "علي المقري" بكتاب " الخمر والنبيذ في الإسلام" أباح فيه شرب الخمر و قد رد عليه العديد من كبار العلماء. و الخبر على موقع العربية:
https://www.alarabiya.net/Articles/2006/ 06/26/ 25116.htm
و لا يخفى على أحد وجود بعض الأصوات التي تناشد بتحليل الخمر من وقت الى آخر."
والخمر دون أى شك حرام
ثم قال :
"الحر (الزنى): لا يخفى على أحد تحليل الشيعة هداهم الله لما يسمى بزواج المتعة و هو زواج مؤقت لا يلزمه وجود أي من أولياء الأمور حيث يكتفي الاتفاق على "المهر" و مدة الزواج ثم نطق "زوجتك نفسي" ليحل لهم المعاشرة الزوجية لمدة محددة!
و نجد في كتبهم:
1– الأيمان بالمتعة أصلا من أصول الدين، ومنكرها منكر للدين. (المرجع: كتاب من لا يحضره الفقيه 3:366، تفسير منهج الصادقين 2:495)
2 – المتعة من فضائل الدين وتطفئ غضب الرب. (المرجع: تفسير منهج الصادقين للكشاني 2:493)
3 – إن المتمتعة من النساء مغفور لها. (المرجع: كتاب من لا يحضره الفقيه 3:366)
4 – المتعة من اعظم أسباب دخول الجنة بل إنها توصلهم إلى درجة تجعلهم يزاحمون الأنبياء مراتبهم في الجنة. (المرجع: كتاب من لا يحضره الفقيه 3:366)
5 – حذروا من أعرض عن التمتع من نقصان ثوابه يوم القيامة فقالوا (من خرج من الدنيا ولم يتمتع جاء يوم القيامة وهو أجذع - أي مقطوع العضو). (المرجع: تفسير منهاج الصادقين 2:495)
6 – ليس هناك حد لعدد النساء المتمتع بهن، فيجوز للرجل أن يتمتع بمن شاء من النساء ولو ألف امرأة أو أكثر. (المرجع: الاستبصار للطوسي
3:143، تهذيب الأحكام 7:259)
7 – جواز التمتع بالبكر ولو من غير إذن وليها ولو من غير شهود أيضا. (المرجع: شرائع الأحكام لنجم الدين الحلي 2:186، تهذيب الأحكام 7:254)
8 – جواز التمتع بالبنت الصغيرة التي لم تبلغ الحلم وبحيث لا يقل عمرها عن عشر سنين. (المرجع: الاستبصار للطوسي 3:145، الكافي في الفروع 5:463)"
والحقيقة أن على حارس هنا فاته أن الشيعة ليسوا وحدهم من استحلوا الزنى باسم المتعة فهناك العديد من ألأحاديث فى الكتب السنية تبيحها وهناك أحاديث تحرمها :
سمعت عبد الله يقول كنا نغزو مع رسول الله ليس لنا نساء فقلنا ألا نستخصى فنهانا عن ذلك ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل 00(مسلم)
– عن جابر وسلمة بن الأكوع قالا خرج علينا منادى رسول الله فقال إن رسول الله قد أذن لكم أن تستمتعوا يعنى متعة النساء (مسلم)
– سمعت جابر بن عبد الله يقول كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق الأيام على عهد رسول الله وأبى بكر حتى نهى عنه عمر فى شأن عمرو بن حريث (مسلم)
– عن أبى نضرة قال كنت عند جابر بن عبد الله فأتاه آت فقال ابن عباس وابن الزبير اختلفا فى المتعتين فقال جابر فعلناهما مع رسول الله ثم نهانا عنهما عمر فلم نعد لهما(مسلم)
– عن إياس بن سلمة عن أبيه قال رخص رسول الله عام أوطاس فى المتعة ثلاثا ثم نهى عنها(مسلم)
–عن أبيه سبرة أنه قال أذن لنا رسول الله بالمتعة 00 فقالت ما تعطى فقلت ردائى وقال صاحبى ردائى 00فمكثت معها ثلاثا ثم إن رسول الله قال من كان عنده شىء من هذه النساء التى يتمتع فليخل سبيلها(مسلم وابن ماجه بألفاظ مخالفة لها نفس المعنى )
– عن عبد الملك بن الربيع بن سبرة الجهنى عن أبيه عن جده قال أمرنا رسول الله بالمتعة عام الفتح حين دخلنا مكة ثم لم نخرج منها حتى نهانا عنها(مسلم)
– عن الربيع بن سبرة الجهنى عن أبيه أنه أخبره أن رسول الله نهى عن المتعة زمان الفتح متعة النساء وأن أباه تمتع ببردين أحمرين(مسلم)
– على بن أبى طالب أن رسول الله نهى عن متعة النساء يوم خيبر00 (مسلم وابن ماجة والبخارى )(هناك حوالى 40 رواية فى مسلم للنهى وعدم النهى)
-عن ابن عمر قال لما ولى عمر بن الخطاب خطب الناس فقال إن رسول الله أذن لنا فى المتعة ثلاثا ثم حرمها والله 000 (ابن ماجة)
- حدثنى إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه أن رسول الله أيما رجل وامرأة توافقا فعشرة ما بينهما ثلاث ليال فإن أحبا أن يتزايدا أو يتتاركا تتاركا فما أدرى أشىء كان لنا خاصة أم للناس عامة (البخارى)ونلاحظ فى أحاديث المتعة تناقضات عدة أولها أن معظمها يبيح المتعة وأقلها كحديث على وابن عمر يحرمها وثانيها يوم تحريم المتعة ففى حديث يوم الفتح وفى حديث أخر يوم خيبر وفى حديث ثالث يوم أوطاس وثالثها أن سبرة تمتع مرة برداء أى برد واحد ومرة ببردين أحمرين فى نفس الحادثة ورابعها أن الناهى عن المتعة هو النبى (ص)فى معظم الأحاديث وفى حديثين عمر بن الخطاب
ثم قال:
"المعازف: جميع طرق الصوفية هداهم الله استحلت اليوم المعازف حيث لا يخفى على أحد ما يسمونه ب "مجالس الذكر الجماعي" و ما يقومون فيه من استعمال للآلات الموسيقية حيث نجد على سبيل المثال لا الحصر على موقع الطريقة القادرية الكسنزانية تحت باب الشعائر في الطريقة:
"السماع في الطريقة
هو تلقي الاصوات بجمع انواعها باذان السامعين عن طريق تردد الموجات الصوتية الصادرة من مصادرها الاساسية مثل الطبل والدف والالات الموسيقية الاخرى فالنفس الانسانية لها ميل وتعلق شديد بالاصوات العذبة الحسنة ولا سيما في اوقات حلقات الذكر او قراءة القصائد او المدائح النبوية الشريفة""
بالقطع هذا الكلام المفترض أن يكون عليه أدلة غير الروايات من كتاب الله وإن كان مما لا شك فيه أن استعمال المعازف فى الذكر حرام وأقصد بالذكر الصلاة وأما الذكر الترديدى المتكرر فلا أصل له فى الإسلام
ومع نفى النبى(ص) علمه بالغيب فى القرآن فى الكثير من المواضع كما قص الله عليما مثل :
" لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
إلا أن حارس يصر على أن الحديث غيب يعلمه النبى(ص) بقوله:
"أتى اخبار النبي صلى الله عليه و سلم بهذه الحقائق الغيبية ليبرهن لنا عن صدق نبوته و ليحذرنا بالوقت نفسه من الوقوع في هذه الفتن العمياء التي تعصف بالأمة و بضرورة التمسك بالجماعة حيث قال صلى الله عليه و سلم:
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ابن جابر حدثنى بسر بن عبيد الله الحضرمى أنه سمع أبا إدريس الخولانى أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركنى فقلت: يا رسول الله إنا كنا فى جاهلية وشر
فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: «نعم». قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: «نعم، وفيه دخن». قلت: وما دخنه؟ قال: «قوم يهدون بغير هدى، تعرف منهم وتنكر». قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: «نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها». قلت: يا رسول الله صفهم لنا. قال: «هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا». قلت: فما تامرنى إن أدركنى ذلك؟ قال: «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم». قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: «فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت، وأنت على ذلك "" (صحيح البخاري باب الفتن)"
والحديث هو ألأخر باطل فالنبى(ص) لا يعلم الغيب زد على ذلك أنه يأمرهم بالاعتزال وهو ما يناقض كتاب الله فى وجوب قتال هؤلاء البغاة كما قال تعالى :
"وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون"