قراءة فى بحث من الإعجاز الغيبي: اليوم الذي يجعل الولدان شيبا
البحث لعبد الدايم الكحيل وهو من أهل العصر والبحث يبدأ بالمقدمة التالية:
"أحدث الدراسات العلمية تؤكد أن الضغوط النفسية الكبيرة تؤثر على شعر الرأس وتجعله يشيب، وهذا ما أشار إليه القرآن في حديثه عن أهوال يوم القيامة "
قطعا لا علاقة بالدراسات العلمية بعملية الشيب تلك لأنها كما يزعمون تحدث فجأة ومن ثم لا يمكن أن تكون لحظات الخوف تلك عند كل واحد ممن يشيب رأسه موضع دراسة لأن الدراسة تأتى بعد تلك اللحظات بكثير أو قليل
ومن ثم لا علاقة للشيب بتلك الضغوط المزعومة لأن الدراسات لكى تكون علمية لابد أن توثق لحظة الحدث وهى لحظة لا يمكن لأحد أن يوثقها لأنها تأتى بغتة وكم تعرض الكثير من الناس لضغوط نفسية هائلة ومع هذا لم يشيبوا ولم تتأثر رءوسهم
أعظم لحظات الخوف تتمثل فى الحروب ومع هذا لم يلاحظ الناس فى الجيوش أن الجنود المشاركين فى الحرب قد شابوا فجأة بسبب مشاركتهم فى الحرب ومشاهدتهم لأهوالها كتقطع أصحابهم امام أعينهم اشلاء أو مشاهدتهم لزملاءهم وهم يموتون نزقا أو تتطاير بعض أعضاءهم
الكحيل يستدل على صحة ما ذهب إليه بما يحدث يوم القيامة فيقول:
"إنه يوم عصيب نحن عنه غافلون، ذلك اليوم الذي حدثنا عنه القرآن الكريم، إنه يوم القيامة. إنه أهم يوم في حياة كل إنسان، حيث يرى من الأهوال والضغوط ما لا تحمله الجبال، لأنه يوم عظيم يغضب فيه الخالق تبارك وتعالى غضبا شديدا، لأنه يوم الانتقام من المجرمين والمستكبرين.
وقد وصف القرآن ذلك اليوم بعدة صفات ومنها أنه يوم تشيب له الولدان، يقول تعالى: (فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا) [المزمل: 17] ففي هذه الآية إشارة إلى أن أهوال يوم القيامة تجعل شعر الأطفال يشيب من شدة الضغوط والأهوال.
ولكن قد يقول قائل: إن هذه الآية وردت على سبيل التشبيه فقط لتصور لنا خطورة وقسوة يوم القيامة، ولكن الذي ثبت حديثا أن الضغط النفسي الشديد يؤدي إلى ابيضاض الشعر! فالشيب مؤشر على الضغط النفسي كما تقول أحدث الدراسات."
قطعا الآية فى يوم القيامة وهو يوم مختلف تمام الاختلاف عن أيام الدنيا فالشيب لا يحدث فى الدنيا بسبب الخوف ولا يصلح أن نستدل بما يحدث فى يوم هو الأعظم فى تاريخ الخلق على شىء دنيوى
ونجد أن الله ربط الشيب فى القرآن بالمرحلة الثالثة من العمر وهى مرحلة الشيخوخة أى مرحلة الضعف الثانى فقال :
"الله الذى خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة"
وقال:
"ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا"
ومن ثم وجدنا نبى الله زكريا(ًص)يتحدث عن كونه بلغ العتى وهو الشيخوخة فقال:
قال رب أنى يكون لى غلام وكانت امرأتى عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا"
ومن ثم وصف ما أصابه فى تلك السن بأنه وهن العظام والشيب فقال :
" رب إنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا"
ومن ثم فالشيب مرتبط بمرحلة الشيخوخة وهى مرحلة الضعف الثانية وليس مرتبطا بالخوف من الضغوط النفسية
ويصر الكحيل على رأيه قائلا:
"فقد كشف علماء في اليابان عن ارتباط ظهور الشيب بمرور الإنسان بظروف عصيبة والشعور بالضغط النفسي وأوضح العلماء أنه عند التعرض لهذه الظروف تتعرض الخلايا الجذعية المسؤولة عن تزويد جريبات الشعر باللون الطبيعي للتلف وهو ما يسبب الشيب
وتصوروا يا أحبتي الضغوط التي سيتعرض لها كل إنسان يوم القيامة، إنها أقوى ضغوط على الإطلاق سوف تعطل الخلايا المسؤولة عن تزويد الشعر بالصباغ، وسوف يشيب الشعر سريعا، وبالفعل تعبر الآية تعبيرا دقيقا وعلميا عن تأثير يوم القيامة على الإنسان.
وهذه الظاهرة هي حقيقة علمية، فقد نقلت صحيفة ديلي تلغراف عن الباحثة إيمي نيشيمورا من جامعة كانازاوا في اليابان -والتي قادت فريق البحث- قولها إن جريبات الشعر يمكن أن تتعرض للضغط الجيني الذي يتلف بدوره الحمض النووي الريبي في الجسم. إن خلايا الحمض النووي الريبي تتعرض لهجوم دائم من جانب عوامل ضارة مثل الأشعة فوق البنفسجية والإشعاع، حيث أن خلية واحدة عند الثدييات يمكن أن تواجه نحو مائة ألف حالة مدمرة يتعرض لها الحمض النووي الريبي يوميا.
وعزت نيشيمورا فقدان الشعر لونه الطبيعي إلى الموت التدريجي للخلايا الجذعية المسؤولة عن الخلايا الصبغية التي تكسب الشعر لونه الطبيعي والشاب. وأظهرت دراسات سابقة أجريت على الفئران أن التلف الذي يصيب الحمض النووي الريبي لا يمكن إصلاحه بسبب تعرضه للإشعاعات النووية التي تسبب الشيب.
هناك أبحاث عديدة تشير إلى أن الجينات المتبدلة تلعب دورا أساسيا في عملية الشيخوخة عامة، وأن فقدان الخلايا الجذعية يمكن أن يؤدي إلى التراجع في عملية تجدد الأنسجة ويسرع بذلك الشيخوخة. وقال الباحثون في الدراسة التي نشرتها مجلة الخلايا "اكتشفنا في هذه الدراسة أن الشيب هو أحد أكثر الإشارات وضوحا على الشيخوخة وعلى تلف الخلايا الجذعية المسؤولة عن تزويد جريبات الشعر بلونه الطبيعي".
وكل ما نقله الكحيل لا يعتد به علميا لأنه ليس نتاج دراسات للحظات الضغط النفسى ومورثات الجسم فلا يمكن لأحد التنبؤ بأوقات الضغط النفس ولا يمكن له ساعتها أن يقول للباحثين تعالوا ادرسونى وشاهدوا ما يحل بى من تغيرات
إنه كلام أوهام يكتبونه للمخدوعين باسم البحث العلمى وهو لا علاقة له بالبحث العلمى على الإطلاق كما أوضحنا لأن الدراسة تتم بعد حدوث الشيب كما يزعمون بينما أى بحث يتم وقت الحدث نفسه
ويكرر الكحيل نفس النغمة فيقول:
"ونقول يا إخوتي إن كل كلمة في كتاب الله جاءت بالحق، بل تتضمن معجزة وإشارة علمية، ولو درسنا القرآن حق الدراسة لم نجد فيه أي كلمة تناقض الحقائق العلمية اليقينية. وربما نجد إشارة رائعة في الآية، فقد يقول قائل: لماذا خص القرآن شعر الرأس بالذكر، مع العلم أن أهوال يوم القيامة تؤثر على كافة أعضاء الجسد، فلماذا الشيب بالذات؟
ونقول: إن أي تغيرات تحدث نتيجة الضغط النفسي يمكن أن تزول أو تعالج أو تختفي تدريجيا مع الزمن، ولكن تلف الخلايا الجذعية الناتج عن الضغط النفسي وابيضاض الشعر هو أمر غير قابل للتغير أو المعالجة، وأراد الله تعالى أن يصور لنا جانبا بسيطا من أهوال ذلك اليوم فاستخدم هذا التشبيه، وبنفس الوقت أعطانا معجزة علمية ... بالله عليكم هل يمكن لمحمد صلى الله عليه وسلم وهو يعيش في ظروف صعبة وفي صحراء وفي حرب مع المشركين ... هل يمكن أن يأتي بمثل هذا الكلام من تلقاء نفسه؟"
ما يحدث كما يقول الناس :
أن شعر رأسهم يقف عند الخوف أو عند الغضب أو غير هذا
ومن ثم فما يحدث ليس شيبا وإنما هو وقوف أى انتصاب شعر الرأس أو الجسم نتيجة سبب ما
وهناك حالات نادرة لشيب كلى أو جزئى يولد بها الأطفال ولو كان كلام الكحيل ومن نقل عنهم صحيحا لكان معنى هذا هو أن الأجنة فى أرحام الأمهات تعرف معنى الخوف والغضب وهو ما يناقض كونها جاهلة تماما لا تعرف شيئا حتى بعد الولادة كما قال تعالى :
" والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا"