قرأت هذا الموضوع في المجلة العالمية ( ماجد ) وأعجبني كثيرا لأن مايتحث عنه الموضوع موجود في واقع حياتنا
وقد واجهته فعلا , إليكم الموضوع :
لا تتكبر .. المؤمن متواضع
هل أنت متكبر ؟ حاول أن تتأكد من ذلك , بمراجعة نفسك , وسؤال من حولك , لأن المتصف بالكبر , لا يشعر بذلك أحيانا , ويظن أنه بريء من هذه التهمة , ولكن زملائه وجيرانه المتعاملون معه , يستشعرون ذلك في صفاته , ولكنه يمضي غافلا عنها .
المتكبر يعطي نفسه أكبر مما تستحق , يتعالى على الناس , بل يحتقرهم أحيانا , ويظهر ذلك في كلامه وسلوكه , ويضع نفسه دائما في مكانة أعلى من المحيطين به.
والكبر ذميم في حد ذاته , ولكنه يجر على صاحبها كثير من الصفات الذميمة الأخرى ، فالمتكبر يدفعه كبره وغروره إلى رفض الحق , مهما كان واضحا أمامه , كما أنه يزدري الآخرين ولا يحترمهم , ويعطي نفسه أكبر مما تستحق , وهذا يدفعه للكذب .
كما أنه يسعى للسيطرة على الآخرين , ولا يقبل النصيحة , ظنا منه أن ذلك يقلل من قدره .. وشر أنواع الكبر , ما يحول دون قبول الحق , والإستفادة من العلم , لأن الإنسان قد يعرف الصواب , ولكن الكبر يمنعه من العمل به , فيصر على رأيه حتى لو كان خطأ.
إذا كانت هذه هي صفات المتكبر , فما هو جزاؤه ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر " . وقال صلى الله عليه وسلم " ألا أخبركم بأهل الجنة ؟ كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر" .
والجواظ : الفظ الغليظ .
الإنسان يخطئ ويعصي ربه , فإذا كانت معصيته في شهوة يتطلع إليها , فإننا نرجو أن يتوب ويتقبل الله توبته , أما إذا كانت معصيته الكبر , خاصة الكبر على الله تعالى , فإنه يخشى عليه من اللعنة , فقد ذكر سفيان بن عيينة : ( من كانت معصيته في شهوة فارجو له التوبة , فإن آدم عليهىالسلام عصى مشتهيا فغفر له , ومن كان معصيته في كبر فاخشوا عليه من اللعنة , فإن إبليس عصى مستكبرا فلعن ).
أما المؤمن , فتراه متواضعا, خاضعا لله , يشعر بحلاوة طاعة الله تعالى , ترتاح نفسه لعبادته سبحانه , بل أنه يستعذب الخضوع لله , لأنه درب نفسه عليه , ويعرف أن خضوعه لله يجعله عزيزا بين الناس , فلا يكون عبدا لأحد من عباده , ولا يزل نفسه بسبب شهوة من شهواته .
والله سبحانه وتعالى ذم الكبر , كما أنه سبحانه , بين أثر التواضع في شخصية المسلم , قال تعالى في الآية 63 من سورة الفرقان : { وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا } وأمر رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم , بأن يكون قدوة للمؤمنين في تواضعه , قال تعالى في الآية : 88 من سورة الحجر : { واخفض جناحك للمؤمنين } .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قمة التواضع , بل كان مثالا يحتذى , حتى في ساعة النصر , التي قد ينسى فيها البعض أنفسهم , ولكنه صلى الله عليه وسلم , كما وصفته السيدة عائشة رضي الله عنها بأنه كان خلقه القرآن .
من باب الأمانة , منقول من مجلة ماجد
العدد 1535