الدوحة - الوطن
صدر العدد الثالث والأربعون بعد المائة من سلسلة «كتاب الأمة» عن إدارة البحوث والدراسات بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تحت عنوان «لغة الخطاب الدعوي» لمؤلفه الدكتور بشير عبدالله المساري.
ويدعو المؤلف، في كتابه الذي يقع في (185) صفحة من القطع المتوسط، إلى مراجعة لغة الخطاب الدعوي في ضوء الوحي الإلهي في الكتاب والسنة، وأساليبه وتنوعاته بما يلائم مقتضى الحال، ومحاولة إلقاء الضوء على تنوع أسلوب الخطاب القرآني حسب موضوع الخطاب وأحوال المخاطبين، وبيان أهمية اللغة، التي تعتبر الوسيلة الأهم في الخطاب الدعوي كأداة تفاعل وتفاهم وتعاون وقدرتها التعبيرية وأساليبها المتنوعة وبيانها المشرق عن القيم الشعورية.
ويقول المؤلف إن اللغة بكل مكوناتها ومفرداتها وتنوع ضمائرها مجال رحب لسياحة الفكر وحركة العقل وصياغة الأسلوب المناسب كونها رافعة التفكير ومحرك العقل وآسر القلوب ومفتاح الشخصية، فهي وعاء الرسالة الخاتمة، بما تمتلك من خصائص وميزات، تقدم لكل إنسان في كل زمان ومكان من الإمكانات الكبيرة ما يجعلها الوسيلة الأهم للخطاب.. مشيراً في هذا الخصوص إلى أن القرآن الكريم كتاب العربية الخالد ولسانها المعجز فهو خطاب الدعوة ووسيلتها المؤثرة على مر العصور.
ويضيف الكاتب أن اللغة عوالم وأسرار، ولها في مجال الدعوة خصوصية ليست لغيرها من المجالات، وهي من الدقة بحيث من لا يتضلع بها ربما واجه عواقب الخذلان، ووقع في محاذير شرعية ودعوية، ومن كانت اللغة نقطة ضعفه فلا يأمن أن تقوده نحو مسافات تكون فيها هلكته، ويكون على الناس طليعة فتنة بدل ان يكون دليل هداية.
ويرى الكاتب أن القدرة على الإبانة وحسن التوظيف اللغوي شرط الموجه الناجح، وأن رفع مستوى التواصل يأتي أيضًا من خلال اللغة الدالة الواضحة وبغير ذلك تضيق دائرة الاتصال وقد تغلق، وقد وصف الله تعالى كتابه الكريم أنه فصيح بليغ معجز (مفصّل) (غير ذي عوج)، أي لم تكن الفصاحة مقصودة لذاتها بل مع كونه بليغًا هو أيضًا واضحا سهل المتناول قريب المأخذ مع تحقق كمال الحجية فيه.