[size=12][center]الحيوانات البريّة في زيدل
(انقر هنا ان احببت مشاهدة الموضوع الاصلي بالالوان و الصور )
Posted by: a_aroush
الحيوانات البرية في زيدل
لقد اعتاد أهالي زيدل على رؤية العديد من الحيوانات البرية في ضواحي القرية , و لكن لم يكن هناك أي تعايش بين المزارع و هذه الحيوانات , كان المزارع و ما زال في زيدل يعتبر أن التعايش مع هذه الحيوانات شيء غير مهم و ليس له أي ضرورة أو معنى , لم تكن لحياتها ووجودها أي أهميّة تعتبر , فكان قتلها محلّل لأي سبب كان و في أغلب الأحيان كان قتلها مجرّد تسلية ليس له أي معنى , حتى تلك المفيدة منها لم يكن حظها أفضل من غيرها فكانت تقتل بالرغم من أنها تقدم خدمة مجانية له , فعلى سبيل المثال الثعلب أو ما نطلق عليه اسم ( الحصيني ) كان يقتل بالرغم من أنه يأكل الفئران التي تسبب للمزراع خسائر كثيرة و مثله طائر البوم أو الطيور الجارحة لا أعرف اسمها العلمي باللغة العربية و لكن نطلق عليها اسم الباشىء , حتى الأفاعي التي تقوم بنفس هذه الوظيفة لم تسلم من وحشية المزارع في زيدل بالرغم من أننا لم نسمع يوماً أنها تسببت بأي ضرر لأحد , فكلنا يعرف أن الأفاعي غالباً ما تتجنب البشر إلا إذا حوصرت و استفزّت .
أما الحيوانت المسالمة , فقد كانت أكثرها تعرضاً لوحشية هذا المزارع , و غالباً ما يكون رغبة بلحومها أو جلودها , فكانت و ما زالت الأرانب من الحيوانات المفضلة للصيد , حتى القنفذ لم يسلم و له سمعة جيدة بلذة طعم لحمه . حتى أن البعض أصبح يصطاد الثعلب من أجل لحمه .
لم يكن للطيور حظ أفضل من غيرها , بالأحرى كانت الطيور العدو الأكبر للمزارع لأنها تأكل من محصوله , و لكن ما لا يعلمه المزارع أنه بالبرغم من مشاركة هذه الطيور المزراع بقليل من المحصول , أن لها دور كبير بتحديد كمية الحشرات التي تصيب المحاصيل بأضرار أكبر بكثير من تلك التي تسببها الطيور . فمثلا لو أن أحداً يراقب الدوري أو البلبل أو غيره من الطيور الكثيرة الصغيرة عن قرب سيجد أنها تجلب لصغارها الحشرات و ليس الحب أو الفاكهة .
أما الطيور المهاجرة فهي على موعد سنوي لمجزرة فظيعة كلما مرت من القرية , فتخسر أعداداً هائلة لمجرد أنها مرت من سماء زيدل أو حطّت رحالها لليلة واحدة فيها .
لقد كان لي نصيب كبير ربما من هذه الفظائع التي تسببنا بها لهذه الحيوانات البريئة , و كنت من الصيادين الذين لم يتركوا شيء إلا و صادوه , لكن عندما ذهبت إلى القرية بعد سنين طويلة في الاغتراب , لاحظت أن هناك كثير من هذه الحيوانت أصبح نادراً جدّاً إن لم يكن منقرض تماماً من ضواحي زيدل , لقد استأت كثيراً لهذا المصير المأساوي لتلك الحيوانات , لقد حرمنا أنفسنا من متعة رؤيتها على أشجار اللوز و بين دوالي العنب , حرمنا أجيالنا القادمة من التمتع برؤيتها و بجمالها , لقد أصبح العديد منها قصة تروى لأولادنا و أحفادنا , لا يعرفوا عنها شيء سوى ما نرويه لهم .
سيتعجّب البعض عندما يقرأ ما أكتبه الآن , سيتعجّب أنني أنا من يكتب هذا الكلام و كنت من أولاءك الذين كان لهم بصمة كبيرة في هذه المأساة , نعم و لكن ليس هناك عجب , ربما يحتاج الإنسان لأن يرى الشيء أمام عينيه و يعيش التجربة حتى يتعلّم منها , يجب أن يرى نتائج أفعاله ليأخذ العظة منها , و لكن هذه ليست المرة الوحيدة التي يتحول فيها قاتل هذه الحيوانات إلى حامي لها , لقد علمت عن أشخاص في أفريقيا الآن ممن لهم دور كبير في الحفاظ على الحياة البرية فيها و في حمايتها , بعد أن كانوا من أكبر الصيادين . و أتمنى من خلال هذا الموضوع أن أرد و لو شيء قليل مما تسببته لهذه الحيوانات البريئة من أذى .
أتمنى أن تتبنى المدارس في قريتنا و في سوريا عموماً دوراً و لو بسيطاً في توعية الأجيال القادمة على أثر هذه الأعمال المجرمة في حق الطبيعة و تعلمهم كيفية التعايش مع الطبيعة و العيش بسلام معها و الحفاظ عليها , لأننا بقتلنا لهذه الحيوانات فما نحن إلا قاتلين لأنفسنا , لأنه لو اختل ميزان الحياة في الطبيعة فسيأتي اليوم الذي يؤثر ذلك على حياتنا مباشرةً .
فآمل أن يكون هناك وعي أكبر بين شبابنا الآن لحماية الطبيعة من هذه المأساة و الحفاظ على ما تبقى فيها من حياة بريّة , ليصحّ لنا أن نتمتّع برؤيتها و لسماع أصواتها و أنغامها في الليل و النهار , لنحافظ على جمالها فما معنى جمال الطبيعة من غير حياة , و أتمنى في المرة القادمة بدلاً من أن يصوبوا نحوها البنادق , أن يصوبوا كاميرا ليصوروا لنا جمالها و روعتها .
Posted by: a_aroush
هذه صور لبعض الحيوانات البرية التي نراها في زيدل و هي جميعاً مهددة بالانقراض , و سأعرض بعض الصور لحيوانات انقرضت من زمن بعيد و منها ما انقرض في السنين الأخيرة .
الثعلب أو ( الحصيني ) ما زال موجود
الأرنب ذو الذنب القطني . ما زال موجود
الأرنب الصحراوي .. ما زال موجود
القنفذ .. ما زال موجود
لست متأكد أن القنفذ ما زال موجود و لكنه مجرد اعتقاد لأنه حيوان قادر على التأقلم بشكل جيد
Posted by: a_aroush
الضبع الصحراوي .. منقرض من زمن بعيد
القط البري .. انقرض مؤخراً
لقد رأيت هذا القط في أراضي زيدل سنة 1985 و لكن سمعت أنه انقرض
السلحفاة .. ما زالت موجودة
كنت أتمنى أن يكون لدي صور للطيور الرائعة الجمال الموجودة في زيدل .. أتمنى ممن لديه أي من صورها أن يضيفها لنا لنتذكر جمالها و لنحفظ صورتها في هذا الموضوع حتى نتذكرها دائماً لو كان مصيرها الانقراض يوماً ما . و خصوصاً البلبل و عصفورة المسيح و الورور و العومرية و البلبل الزهري الصدر و كثير من الطيور الجميلة التي نراها في زيدل .
Posted by: a_aroush
الحيوانات البرية في زيدل
لقد اعتاد أهالي زيدل على رؤية العديد من الحيوانات البرية في ضواحي القرية , و لكن لم يكن هناك أي تعايش بين المزارع و هذه الحيوانات , كان المزارع و ما زال في زيدل يعتبر أن التعايش مع هذه الحيوانات شيء غير مهم و ليس له أي ضرورة أو معنى , لم تكن لحياتها ووجودها أي أهميّة تعتبر , فكان قتلها محلّل لأي سبب كان و في أغلب الأحيان كان قتلها مجرّد تسلية ليس له أي معنى , حتى تلك المفيدة منها لم يكن حظها أفضل من غيرها فكانت تقتل بالرغم من أنها تقدم خدمة مجانية له , فعلى سبيل المثال الثعلب أو ما نطلق عليه اسم ( الحصيني ) كان يقتل بالرغم من أنه يأكل الفئران التي تسبب للمزراع خسائر كثيرة و مثله طائر البوم أو الطيور الجارحة لا أعرف اسمها العلمي باللغة العربية و لكن نطلق عليها اسم الباشىء , حتى الأفاعي التي تقوم بنفس هذه الوظيفة لم تسلم من وحشية المزارع في زيدل بالرغم من أننا لم نسمع يوماً أنها تسببت بأي ضرر لأحد , فكلنا يعرف أن الأفاعي غالباً ما تتجنب البشر إلا إذا حوصرت و استفزّت .
أما الحيوانت المسالمة , فقد كانت أكثرها تعرضاً لوحشية هذا المزارع , و غالباً ما يكون رغبة بلحومها أو جلودها , فكانت و ما زالت الأرانب من الحيوانات المفضلة للصيد , حتى القنفذ لم يسلم و له سمعة جيدة بلذة طعم لحمه . حتى أن البعض أصبح يصطاد الثعلب من أجل لحمه .
لم يكن للطيور حظ أفضل من غيرها , بالأحرى كانت الطيور العدو الأكبر للمزارع لأنها تأكل من محصوله , و لكن ما لا يعلمه المزارع أنه بالبرغم من مشاركة هذه الطيور المزراع بقليل من المحصول , أن لها دور كبير بتحديد كمية الحشرات التي تصيب المحاصيل بأضرار أكبر بكثير من تلك التي تسببها الطيور . فمثلا لو أن أحداً يراقب الدوري أو البلبل أو غيره من الطيور الكثيرة الصغيرة عن قرب سيجد أنها تجلب لصغارها الحشرات و ليس الحب أو الفاكهة .
أما الطيور المهاجرة فهي على موعد سنوي لمجزرة فظيعة كلما مرت من القرية , فتخسر أعداداً هائلة لمجرد أنها مرت من سماء زيدل أو حطّت رحالها لليلة واحدة فيها .
لقد كان لي نصيب كبير ربما من هذه الفظائع التي تسببنا بها لهذه الحيوانات البريئة , و كنت من الصيادين الذين لم يتركوا شيء إلا و صادوه , لكن عندما ذهبت إلى القرية بعد سنين طويلة في الاغتراب , لاحظت أن هناك كثير من هذه الحيوانت أصبح نادراً جدّاً إن لم يكن منقرض تماماً من ضواحي زيدل , لقد استأت كثيراً لهذا المصير المأساوي لتلك الحيوانات , لقد حرمنا أنفسنا من متعة رؤيتها على أشجار اللوز و بين دوالي العنب , حرمنا أجيالنا القادمة من التمتع برؤيتها و بجمالها , لقد أصبح العديد منها قصة تروى لأولادنا و أحفادنا , لا يعرفوا عنها شيء سوى ما نرويه لهم .