رسالة في تضعيف قصيدة بانت سعاد
مؤلف الرسالة ناصر بن حمد الفهد وكان قد كتبها من حوالى ثلاثين عاما ثم عدلها بعد عشر سنوات كما قال:
"فقد كنت كتبت أصل هذه الرسالة عام 1413 ، ثم طلب مني بعض الإخوة - وفقهم الله - إعادة النظر فيها وترتيبها ، وذلك عندما احتج بعض فساق الشعراء بهذه القصيدة على ما يقولونه من شعر غزلي مثير للشهوات فأعدت ترتيبها"
فى المبحث الأول ذكر القصيدة وحكاية وقوعها فقال :
"المبحث الأول :
في ذكر القصيدة وقصتها
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من منصرفه عن الطائف ، كتب بجير بن زهير بن أبي سلمى إلى أخيه كعب بن زهير يخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل رجالا بمكة ، ممن كان يهجوه ويؤذيه ، وأن من بقي من شعراء قريش قد هربوا ، فإن كانت لك في نفسك حاجة فطر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فإنه لا يقتل أحدا جاءه تائبا ، وإن أنت لم تفعل فانج إلى نجائك من الأرض ، وكان كعب بن زهير قد قال :
ألا أبلغا عني بجيرا رسالة ... فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا
فبين لنا إن كنت لست بفاعل ... على أي شيء غير ذلك دلكا
على خلق لم ألف يوما أبا له ... عليه وما تلفي عليه أبا لكا
فإن أنت لم تفعل فلست بآسف ... ولا قائل إما عثرت: لعا لكا
سقاك بها المأمون كأسا روية ... فأنهلك المأمون منها و علكا
فلما بلغ كعبا الكتاب ضاقت به الأرض وأشفق على نفسه ، ثم جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم تائبا ، وقال قصيدته المشهورة :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة
تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت
شجت بذي شيم من ماء محنية
تنفي الرياح القذى عنه وأفرطه
فيا لها خلة لو أنها صدقت
لكنها خلة قد سيط من دمها
فما تدوم على حال تكون بها
وما تمسك بالعهد الذي زعمت
فلا يغرنك ما منت وما وعدت
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا
أرجو وآمل أن تدنو مودتها
أمست سعاد بأرض لا يبلغها
ولن يبلغها إلا عذافرة
من كل نضاخة الذفرى إذا عرقت
ترمي الغيوب بعيني مفرد لهق
ضخم مقلدها فعم مقيدها
غلباء وجناء علكوم مذكرة
وجلدها من أطوم ما يؤيسه
حرف أخوها أبوها من مهجنة
يمشي القراد عليها ثم يزلقه
عيرانة قذفت بالنحض عن عرض
كأنما فات عينيها ومذبحها
تمر مثل عسيب النخل ذا خصل
قنواء في حرتيها للبصير بها
تخدي على يسرات وهي لاحقة
سمر العجايات يتركن الحصى زيما
كأن أوب ذراعيها وقد عرقت
يوما يظل به الحرباء مصطخدا
وقال للقوم حاديهم وقد جفلت
شد النهار ذراعا عيطل نصف
نواحة رخوة الضبعين ليس لها
تفري اللبان بكفيها ومدرعها
تسعى الغواة جنابيها وقولهم
وقال كل صديق كنت آمله
فقلت خلوا سبيلي لا أبا لكم
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته
نبئت أن رسول الله أوعدني
مهلا هداك الذى أعطاك نافلة الـ
لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم
لقد أقوم مقاما لو يقوم به
لظل يرعد إلا أن يكون له
حتى وضعت يميني ما أنازعه
فلهو أخوف عي إذ أكلمه
من ضيغم بضراء الأرض مخدره
يغدو فيلحم ضرغامين عيشهما
إذا يساور قرنا لا يحل له
منه تظل سباع الجو نافرة
ولا يزال بواديه أخو ثقة
إن الرسول لنور يستضاء به
في عصبة من قريش قال قائلهم
زالوا فما زال أنكاس ولا كشف
شم العرانين أبطال لبوسهم
بيض سوابغ قد شكت لها حلق
ليسوا مفاريح إن نالت رماحهم
يمشون مشي الجمال الزهر يعصمهم
لا يقع الطعن إلا في نحورهم ...
متيم إثرها لم يفد مكبول
إلا أغن غضيض الطرف مكحول
لا يشتكي قصر منها ولا طول
كأنه منهل بالراح معلول
صاف بأبطح أضحى وهو مشمول
من صوب غادية بيض يعاليل
بوعدها أو لو أن النصح مقبول
فجع وولع وإخلاف وتبديل
كما تلون في أثوابها الغول
إلا كما يمسك الماء الغرابيل
إن الأماني والأحلام تضليل
وما مواعيدها إلا الأباطيل
وما إخال لدينا منك تنويل
إلا العتاق النجيبات المراسيل
لها على الأين إرقال وتبغيل
عرضتها طامس الأعلام مجهول
إذا توقدت الحزان والميل
في خلقها عن بنات الفحل تفضيل
في دفها سعة قدامها ميل
طلح بضاحية المتنين مهزول
وعمها خالها قوداء شمليل
منها لبان وأقراب زهاليل
مرفقها عن بنات الزور مفتول
من خطمها ومن اللحيين برطيل
في غارز لم تخونه الأحاليل
عتق مبين وفي الخدين تسهيل
ذوابل مسهن الأرض تحليل
لم يقهن رءوس الأكم تنعيل
وقد تلفع بالقور العساقيل
كأن ضاحيه بالشمس مملول
ورق الجنادب يركضن الحصا قيلوا
قامت فجاوبها نكد مثاكيل
لما نعى بكرها الناعون معقول
مشقق عن تراقيها رعابيل
إنك يا بن أبي سلمى لمقتول
لا ألهينك إني عنك مشغول
فكل ما قدر الرحمن مفعول
يوما على آلة حدباء محمول
والعفو عند رسول الله مأمول
ـقرآن فيها مواعيظ وتفصيل
أذنب ولو الغرماء في الأقاويل
أرى وأسمع ما لو يسمع الفيل
من الرسول بإذن الله تنويل
في كف ذي نقمات قيله القيل
وقيل إنك منسوب ومسئول
في بطن عثر غيل دونه غيل
لحم من الناس معفور خراديل
أن يترك القرن إلا وهو مفلول
و لا تمشى بواديه الأراجيل
مضرج البز والدرسان مأكول
مهند من سيوف الله مسلول
ببطن مكة لما أسلموا زولوا
اللقاء ولا ميل معازيل
من ثم نسج داود في الهيجا سرابيل
كأنها حلق القفعاء مجدول
قوما وليسوا مجازيعا إذا نيلوا
ضرب إذا عرد السود التنابيل
وما لهم عن حياض الموت تهليل"
الحكاية فيها أخطاء عدة أولها قتل الرسول (ص) لشعراء قريش فى قولهم:
"يخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل رجالا بمكة ، ممن كان يهجوه ويؤذيه ، وأن من بقي من شعراء قريش قد هربوا ، فإن كانت لك في نفسك حاجة فطر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فإنه لا يقتل أحدا جاءه تائبا"
وهو ما يتعارض مع رواية اذهبوا فأنتم الطلقاء وروايات أنه لم يقتل إلا ابن خطل وليس عدة رجال
هذا حسب الروايات
وأما القصيدة نفسها فلا يمكن أن يسمعها الرسول(ص) ويسكت مقرا الشاعر على ما فيها من ذنوب مثل:
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة
تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت
شجت بذي شيم من ماء محنية
تنفي الرياح القذى عنه وأفرطه
فيا لها خلة لو أنها صدقت
لكنها خلة قد سيط من دمها
فما تدوم على حال تكون بها
وما تمسك بالعهد الذي زعمت
فلا يغرنك ما منت وما وعدت
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا"
فهنا الشاعر يصف جسم المرأة ويصفها بالكاذبة التى تخلف الوعود وهذا رمى للمرأة إما أن يثبته بالشهود أو يجلد لكونها شهادة زور
وفى قوله:
"أرجو وآمل أن تدنو مودتها
أمست سعاد بأرض لا يبلغها
ولن يبلغها إلا عذافرة ضخم مقلدها فعم مقيدها"
وهنا الرجل يريد الزنى بقوله أن تدنو مودتها
ووصف جسم المرأة مرة أخرى وصفا هى دعوة للفاحشة فقال :
"غلباء وجناء علكوم مذكرة
وجلدها من أطوم ما يؤيسه
حرف أخوها أبوها من مهجنة
يمشي القراد عليها ثم يزلقه
عيرانة قذفت بالنحض عن عرض
كأنما فات عينيها ومذبحها
تمر مثل عسيب النخل ذا خصل
قنواء في حرتيها للبصير بها
تخدي على يسرات وهي لاحقة
سمر العجايات يتركن الحصى زيما
كأن أوب ذراعيها وقد عرقت
يوما يظل به الحرباء مصطخدا في خلقها عن بنات الفحل تفضيل
في دفها سعة قدامها ميل
طلح بضاحية المتنين مهزول
وعمها خالها قوداء شمليل
منها لبان وأقراب زهاليل
مرفقها عن بنات الزور مفتول
من خطمها ومن اللحيين برطيل
في غارز لم تخونه الأحاليل
عتق مبين وفي الخدين تسهيل
ذوابل مسهن الأرض تحليل
لم يقهن رءوس الأكم تنعيل"
ثم كذب عندما ادعى أن دروع الصحابة وهم المؤمنون من صنع داود(ص) فقال :
|ببطن مكة لما أسلموا زولوا
اللقاء ولا ميل معازيل
من ثم نسج داود"
وفى المبحث الثانى درس أسانيد الحكاية فقال :
"المبحث الثاني :
في الكلام على أسانيدها :
رويت قصة كعب بن زهير من خمسة طرق – فيما وقفت عليه – :
الطريق الأول :
طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي عن الحجاج بن ذي الرقيبة بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير عن أبيه عن جده .
رواها من هذا الطريق : ابن أبي عاصم في (الآحاد والمثاني)(1) 5/168 ، ومن طريقه أبو نعيم في (معرفة الصحابه) 5/2378 ، ورواها الحاكم في (المستدرك) 3/579 ، ومن طريقه البيهقي في (السنن)10/243 ، و (الدلائل) 5/207 ، وغيرهم .
وهذا الطريق مسلسل بالمجاهيل : فالحجاج ، وأبوه ، وجده ، لا يعرفون ، وليست لهم ترجمة في كتب الرجال ، إلا عبد الرحمن بن كعب ؛ ولا يذكر عنه إلا أنه شاعر كأبيه ، ولم يذكر بجرح أو تعديل .
الطريق الثاني :
طريق ابن إسحاق في (السيرة) ، حيث ذكر هذه القصة بلا إسناد ، وأسند بعضها عن عاصم بن عمر بن قتادة ، وقال ابن هشام رحمه الله في السيرة : (هكذا أورد محمد بن إسحاق هذه القصيدة ، ولم يذكر لها إسنادا) .(2)
ورواها من طريق ابن إسحاق : الطبراني في (الكبير) 19/176 ، والحاكم في (المستدرك) 3/583 ، ومن طريقه البيهقي في (الدلائل) 5/211 ، وغيرهم .
وهذا الطريق ضعيف أيضا ، فبين ابن إسحاق والواقعة مفاوز تنقطع دونها أعناق المطي .
وهذان الطريقان أشهر طرق هذه القصة .
الطريق الثالث :
طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي عن معن بن عيسى عن محمد بن عبد الرحمن الأوقص عن علي بن زيد بن جدعان قال : " أنشد كعب بن زهير بن أبي سلمى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم عندها لم يفد مكبول "
رواها من هذا الطريق : الفاكهي في (أخبار مكة) 1/307 ، و الحاكم في (المستدرك) 3/582 ، ومن طريقه البيهقي في (الدلائل) 5/211 ، وغيرهم ، وذكر ابن هشام هذا الطريق في (السيرة) 4/118 فقال (وذكر لي عن علي بن زيد بن جدعان أنه قال : أنشد كعب بن زهير ...) .
وهذا الطريق فيه ثلاث علل :
الأولى : ضعف محمد بن عبد الرحمن الأوقص : انظر (الضعفاء) للعقيلي 4/98 ، (اللسان) 5/286.
والثانية : ضعف ابن جدعان : انظر (تهذيب الكمال) و (تهذيبه) وكتب الرجال .
والثالثة : الإرسال .
الطريق الرابع :
طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي أيضا عن محمد بن فليح عن موسى بن عقبة قال : أنشد النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن زهير ...القصة .
رواها من هذا الطريق الحاكم في (المستدرك) 3/582 وغيره .
وهذا ضعيف أيضا ، فهو مرسل أو معضل ، فموسى بن عقبة عداده في صغار التابعين ، وعامة رواياته عن التابعين ، فالكلام على هذا الطريق كالكلام على طريق ابن إسحاق ، وإن كان موسى بن عقبة أوثق .
الطريق الخامس :
طريق الزبير بن بكار عن بعض أهل المدينة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب قال : لما انتهى خبر قتل ابن خطل إلى كعب بن زهير ...فذكر القصة مختصرة .
رواها من هذا الطريق ابن قانع في (معجم الصحابة) 2/381 .
وهذا الطريق له علتان :
الأولى : إبهام أحد الرواة .
والثانية : إرساله ."
وانتهى الفهد إلى النتيجة التالية:
"فالحاصل :
أن أسانيد هذه القصة كما ترى ضعيفة ، وفي كل طريق أكثر من علة ، فلم يثبت فيها إسناد صحيح ولا حسن :
قال ابن كثير في (البداية والنهاية) 4/372 بعد ذكره القصة :
"وهذا من الأمور المشهورة ، ولكن لم أر ذلك في شيء من هذه الكتب المشهورة بإسناد أرتضيه ، فالله أعلم " اهـ.
وقال العراقي:
" وهذه القصيدة قد رويناها من طرق لا يصح منها شيء ، وذكرها ابن إسحق بسند منقطع""
ومن ثم ثبت أن الحكاية بم تحدث ولم تقع بسبب ضعف الرواة وجهلهم كما نقل من كتب الجرح والتعديل
وفى المبحث الثالث تحدث عن أن الاستدلال بالحكاية باطل على بعض الأمور وهى استنباط أحكام منها فقال:
"المبحث الثالث :
في حكم الاستشهاد بها :
اعلم أن ذكر هذه القصة على قسمين :
القسم الأول : أن تذكر هذه القصة كواقعة تاريخية :
فالكلام فيها كالكلام في المغازي وسير الصحابة وقصص المتقدمين ونحوها من الوقائع التاريخية ، والأمر في ذلك واسع ، وكان الأئمة المتقدمون لا يشددون في مثل هذه الحالة ، ويفرقون بين مرويات الأحكام ، والمرويات التاريخية
والأخبار التاريخية لا تعامل معاملة الأحاديث النبوية في التصحيح والتضعيف لأمور :
الأمر الأول : أن أحاديث الأحكام قد تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظها – لأنها من حفظ دينه – فإذا روي حديث منها بسند ضعيف ونحوه فإننا نجزم بعدم ثبوته لذلك ، أما الأخبار التاريخية فلم يتكفل الله تعالى بحفظها فلا يعني عدم وروده بسند صحيح أن الخبر لم يصح .
الأمر الثاني : أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (إذا حدثكم بنو إسرائيل فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم) ، فقد نهى عن تكذيبهم ، مع أنك لو طبقت منهج المحدثين على الأخبار الإسرائيلية لانتهيت إلى ضعفها بل وسقوطها من طريق الأسانيد!!.
الأمر الثالث : أن هناك أمورا تاريخية كثيرة جدا مشهورة في الكتب والدواوين ، وأمرها معلوم بالتواتر عند الناس ، ولو أردت أن تثبتها من ناحية الإسناد ما استطعت ، لأن أهل الحفظ والإتقان والرواية والضبط كانوا ينصرفون في غالب روايتهم إلى الأحاديث النبوية بخلاف الأخبار التاريخية ، فلا يعني عدم روايتهم لها عدم ثبوتها في نفس الأمر .
الأمر الرابع : أن أساطين المحدثين قد فرقوا بين الأمرين ، فتراهم يشددون في أحاديث الأحكام ونحوها ، بخلاف الروايات التاريخية ؛ فإنك تراهم يذكرونها ولا يتعقبونها بشيء .
القسم الثاني : أن يستشهد بها في استنباط الأحكام :
وهذا قسمان أيضا :
الأول : أن يكون الحكم المستشهد بها عليه ثابتا بالأدلة الصحيحة ، فالقول في ذلك كالقول في الاستشهاد بالأحاديث الضعيفة والمراسيل وقصص الصالحين والإسرائيليات والرؤى ونحوها ، والأمر في هذا واسع ؛ إذ الحكم ثابت بدونها ، وإنما يستأنس بها ، وعلى هذا أكثر الأئمة والعلماء في كتبهم .
والثاني : أن تكون هذه القصة عمدة في استنباط حكم من الأحكام الشرعية ؛ كتجويز التشبيب بالنساء ووصف مقاطعهن وقدودهن ، ونحو هذا ، فهذا لا يجوز ، إلا إذا ثبتت صحة هذه القصة ؛ لأنها في هذه الحالة تعامل معاملة أحاديث الأحكام ، لا التاريخ ، ومرويات الأحكام لا بد فيها من صحة الأسانيد للاحتجاج بها كما سبق ، وقد تبين لك في المطلب السابق أن هذه القصة لا يصح فيها إسناد.
وعلى هذا : فكل حكم بني على هذه القصة بمجردها فهو فاسد ؛ لضعفها "
وتفرقة الرجل بين الحكم على رواية الحديث ورواية التاريخ تناقض فى المنهج أيا كان لسبب واحد وهو :
أن الرواة هنا هم الرواة هناك فلماذا نقبل روايتهم فى الحديث أو لا نقبل بينما نقبلها فى التاريخ ؟
إن هذا المنهج الجنونى أدى بنا إلى تصديق روايات إخبارية متناقضة فى المكان والزمان فى التاريخ باعتبار ان كلها صحيحة وهو كلام لا يقبله عقل سليم لأن أى حادثة لها طريقة واحدة للحدوث وزمن واحد ومكان واحد وأفعال واحدة وأقوال واحدة
ومن ثم إما رفض الروايات أو قبولها أيا كانت تاريخية أو حديثية كما يقسمونها بناء على الإسناد عند القوم وإما قياس الكل على كتاب الله ورفض المتناقضات وغيرها وفى النهاية لن يكون لدينا إلا روايات قليلة جدا يمكن قبولها