نقد كتاب أمارات النبوة
المؤلف أبو اسحاق ابراهيم بن يعقوب الجوزجاني وقد استهل سامع الكتاب الذى يدور حول ما يسمى المعجزات وهى الآيات التى تثبت النبوة كما يزعمون بذكر سند الكتاب فقال :
"أخبرنا الشيخ الإمام أبو الخير سلامة بن ابراهيم بن سلامة الحداد انا الامين أبو المجد فتيان بن حيدرة بن علي البجلي بمنزله من شرقي دمشق وهو يسمع فأقر به وذلك في العشر الأوسط من شهر رمضان سنة سبع وستين وخمسمائة قلت له اخبركم أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن صفر بن التغلبي قراءة عليه وانت تسمع وذلك في سنة ثمانين واربعمائة فاقر به انا أبو الحسن علي بن الحسين السمسار قراءة عليه انا أبو القاسم علي بن الحسن بن جار طعان بقراءتي عليه في شعبان سنة ستى وسبعين وثلاثمائة انا أبو الدحداح احمد بن محمد بن اسماعيل التميمي قراءة عليه نا أبو اسحاق ابراهيم بن يعقوب الجوزجاني"
وأول الأحاديث هو :
1- نا أبو النعمان نا حماد بن زيد نا أيوب يوما فقال بعني بعيرك يا جابر أمتعك خمس أواقي فنقدني خمس أواقي وزادني قيراطا ثم وهبه لي بعد
2- اخبرنا أبو الدحداح نا ابراهيم نا أبو نعيم عن زكريا سمعت عامرا يقول حدثني جابر بن عبد الله انه كان يسير على جمل له فقال له النبي صلى الله عليه وسلم بعنيه فلما قدمنا أتيته بالجمل فنقدني ثمنه ثم انصرفت فأرسل في أثري فقال تراني انما ماكستك خذ جملك ودراهمك فهما لك"
حديث جمل جابر لها روايات كثيرة متناقضة والحديث فى روايتيه ليس فيه معجزة تدل على النبوة
3- اخبرنا أبو الدحداح نا ابراهيم نا قبيصة نا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال لا"
والخطأ هنا هو أن النبى (ص)لم يرد على أى سؤال أو طلب بقول لا وهو ما يخالف أنه قال لا مرات عدة والكثير من الروايات تبين أنه قال لا عدة مرات مثل الأحاديث التالية:
"إن الله أوحى إلى نبيه أنى أجعل حساب أمتك إليك فقال لا يا رب أنت خير لهم منى فقال إذن لا نخزيك فيهم "رواه ابن أبى الدنيا فى كتاب حسن الظن بالله
أن راعيا سأل النبى فقال أصلى فى أعطان الإبل قال لا" رواه ابن ماجة
-قالت امرأة من النسوة ما هذا المعروف 00قال لا تنحن "رواه الترمذى ومسلم"
والحديث ليس فيه آية أى معجزة تدل على النبوة
4- اخبرنا أبو الدحداح نا ابراهيم حدثني محدث قال نا عمر بن عبد الوهاب انا عامر بن صالح الخزاز عن أبى ه عن الحسن عن سعد قال نزلنا منزلا فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سعد اذهب إلى تلك العنز فاحلبها قال وعهدي بذلك المكان وما فيه عنز حافل فحلبتها قال لا أدري كم مرة ثم وكلت بها انسانا وشغلتني الرحلة فذهبت العنز فاستبطأني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت الرحلة شغلتني فذهبت العنز فقال ان العنز ذهب بها طالبها"
الحديث متناقض فالقول" اذهب إلى تلك العنز" يعنى عنز واحدة لا غير فى المكان وهو ما يناقض أنه فيه عنز كثيرة ولكنها كلها هزيلة وهو قوله "وعهدي بذلك المكان وما فيه عنز حافل "
والمعجزة حلب العنزة مرات كثيرة وهى تتناقض مع منع الله الآيات وهى المعجزات عن الناس فى عهد النبى(ص) فى قوله:
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
5- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم نا أبو توبة نا معاوية بن سلام حدثني عبد الله بن زيد الجرمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينطلق هو وأبو بكر رضي الله عنه فيخرجان إلى الجبل فيدرسان القرآن حتى اذا أمسيا رجعا فطافا بالبيت وصليا ما قدر لهما فقال أبو بكر يا رسول الله انطلق بنا إلى اهلنا لعلنا نجد شيئا نأكله فأخذ الكلام عبد لأبى بكر ... البيت فقال أبو بكر يا سعد عندك شيء تطعمنا فقال عندي حفنة من زبيب فجلسنا فقدم ... فقال سعد يا رسول الله مر أبا بكر فليعتقني فقد طال عملي فبارز أبو بكر فقال يا رسول الله ما لنا خادم يخدمنا غيره فقال رسول لله صلى الله عليه وسلم أعتق سعدا يا أبا بكر أعتق سعدا يا أبا بكر فهذا خير فتح الله لك باب العبيد والاماء ان شاء فأعتقه أبو بكر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سعد ان كان لك شيء فالحق به وان شئت ان تلحق بنا اذا خرجنا فإنا لن نألوك خيرا قال مالي من ولد ولا والد الحق به غيركما فلما خرجا إلى المدينة لحق بهما فكان سعد يرحل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبى بكر اذا سافرا فغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة فنزل الجيش ذات يوم وليس معهم طعام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سعد هل معك شيء قال نعم عندي صاع من تمر خبأته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبى بكر فقال ائت به فأدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فدعا بالبركة ثم قال ائت بالأنطاع من جلود فبسط الانطاع بعضها إلى بعض وبسط رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك التمر على الانطاع ثم قال يا سعد اذن في الناس هلموا إلى الغداء فأقبل الناس فجعلوا يزدحمون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوا ولا تعجلوا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ الحلاب فانظر إلى الشاة وراء الشجرة فاحلبها فاذا هو بعنز سوداء ضخمة الضرع فجعل يحلب في قدحه ثم يأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول اسق القوم فجعل يسقيهم في قدحه ثم يأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول اسق القوم فجعل يسقيهم ثم يرجع يملأه فيسقيهم حتى صدر الجيش عن شبع وروى ولبن فلما أن شبعوا قال اقبض اليك سائر تمرك فجمع بعضه إلى بعض فاذا صاعه كما كان فجعله في وعائه ثم اذن في الرحيل فدعا سعد صاحبا له فأعطاه العنز فقال اجعل يدك من وراء عنقها وضمها اليك حتى أرحل لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر فإذا صاحبه يدعوه يا سعد حين فرغ من الرحيل جاءه يسعى فقال إن العنز قد ذهبت قال أضعتها قال ما فارقت يداي عنقها وما أدري كيف انسلت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم سعدا فقال إني كنت أعطيت صاحبا لي العنز يمسكها فما أدري كيف انسلت فذهبت فقال اركب عنك ودعها."
المعجزة وهى الأمارة اطعام الجيش الكثير العدد من صاع تمر وعنز واحدة وهو ما يخالف منع الله الآيات وهى المعجزات عن الناس فى عهد النبى(ص) فى قوله:
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
6- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم نا عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي من اهل جوبر نا مروان بن معاوية عن وايل بن داود نا عبد الله البهي قال أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة من عنب الجنة"
الخطأ أن رسول الله (ص) أطعم خديجة من عنب الجنة وهو محال لأن الجنة الموعودة حاليا فى السماء عند سدرة المنتهى كما قال تعالى:
" وفى السماء رزقكم وما توعدون"
وقال :
" عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى"
بينما الاثنين فى الأرض
كما أن لا شىء يخرج من الجنة إلى غيرها
والخطأ الثانى هو وجود تلك المعجزة وهو الخطأ المتكرر فى الكتاب
7- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم نا أبو نعيم نا كامل بن العلاء سمعت أبا صالح عن أبى هريرة قال صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء فاذا سجد وثب الحسن والحسين عليهما السلام على ظهره فاذا رفع رأسه رفعه رفعا رفيقا فيضعهما ثم إذا سجد عادا حتى قضى صلاته ثم أقعدهما على فخذه احدهما على اليمنى والآخر على اليسرى . قال أبو هريرة فقمت اليه فقلت لا أبلغهما قال لا فبرقت برقة فلم يزالا في ضوئها حتى دخلا على أمهما"
الخطأ الأول دخول الأطفال المسجد وهو ما يخالف أن المساجد للرجال فقط كما قال تعالى :
"فى بيوت اذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله"
والثانى أن صفوف الصلاة الكاملة ستمنع الأطفال من الوصول إلى الإمام فكيف وصلا إليه رغم عدم وجود فرجات بينها ؟
والبرق هنا ليس معجزة
8- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم نا محمد بن جعفر حدثني سعد بن اسحاق بن كعب بن عجرة عن عاصم بن عمر بن قتادة عن جده قتادة بن النعمان انه قال كانت ليلة شديدة الظلمة والمطر فقلت لو اغتنمت الليلة شهود العتمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعلت فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم أبصرني ومعه عرجون يمشي عليه فقال مالك يا قتادة ها هنا هذه الساعة فقلت اغتنمت شهود الصلاة معك يا رسول الله فأعطاني العرجون فقال ان الشيطان قد خلفك في أهلك فاذهب بهذا العرجون فاستضئ به حتى تأتي بيتك فتجده في زاوية البيت فاضربه بالعرجون فخرجت من المسجد فأضاء العرجون بمثل الشمعة نورا فاستضأت به فأتيت أهلي فوجدتهم رقودا فنظرت في الزاوية فاذا فيها قنفذ فلم أزل أضربه حتى خرج."
نلاحظ التناقض بين الإخبار بوجود الشيطان فى البيت وبين أن الرجل وجد قنقذ فى البيت فالقنقذ ليس شيطانا
والمعجزة وهى الآية إضاءة العرجون للرجل حتى بيته
9- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم نا حجاج بن المنهال وعمرو بن عاصم قالا نا حماد بن سلمة عن ثابت عن انس أن أسيد بن خضير وعباد بن بشر كانا عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماء حندس فخرجا من عنده فأضاءت عصا أحدهما مثل السراج فكانا يمشيان في ضوئها فلما أرادا أن يتفرقا إلى منازلهما أضاءت عصا هذا وعصا هذا"
هنا المعجزة ليست من معجزات النبى(ص) وإنما من معجزات الرجلين فالرسول(ص) لم يعطى أيا منها شىء وبالقطع الحديث باطل فلا وجود لتلك المعجزات لمنع الله إياها إلا أن تكون مثل العصيان الحديثة التى تعمل بالبطاريات أو الشحن والمعجزة هنا ليست للنبى(ص) وإنما لواحد من أصحابه ومن ثم فهى لا تصلح كأمارة على النبوة
10- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم حدثني عبد الله أبو محمد اخبرني الحجاج نا سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد عن محمد بن حمزة الاسلمي عن أبي قال نفر بنا في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماء فأضاءت أصابعي حتى جمعوا عليها ظهرهم وما هلك منهم وان أصابعي لتنير"
المعجزة هنا ليست للنبى(ص) وإنما لواحد من أصحابه ومن ثم فهى لا تصلح كأمارة على النبوة
11- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم بن يعقوب نا محمد بن عبيد نا طلحة عن عطاء قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حراء فجاءه جبريل عليه السلام فقال يا محمد هذه خديجة تحمل حيسا في حلاب وقد أرسلني الله اليها بالسلام فجاءت خديجة فقال معك حيس قالت نعم يا رسول الله قال إن جبريل اخبرني ذاك وقد أخبرني أن الله أرسله اليك بالسلام فقالت خديجة يا رسول الله اله السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام"
لا يوجد هنا أى معجزة حتى يمكن الاستدلال بها على النبوة إلا أن يكون الإخبار بنوع الطعام والرسول لا يعلم الغيب(ص) كما قال تعالى :
" ولا أعلم الغيب " وقال :
" لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
12- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم نا أبو النعمان نا حماد بن زيد عن أبى مخلد مولى أبى بكرة عن أبى العالية عن أبى هريرة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بتمرات فصفهم ودعا فيهن بالبركة وقال اجعلهم في مزودك فاذا أردت أن تأخذ منه شيئا فأدخل يدك فخذه ولا تنثره قال فجعلته في مزودي قال فوهبت منه رواحل في سبيل الله وكنت أكيل منه وأطعم فكان في حقوي حتى وقع يوم قتل عثمان فذهب"
معجزة بقاء التمرات عشرات السنوات دون أن ينقص وغنما يزيد تتعارض مع منع الله الآيات وهى المعجزات فى عهد الرسول (ص) وما بعده
13- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم بن يعقوب نا علي بن الحسين نا الحسين بن واقد نا أبو غالب عن أبى امامة قال أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى باهلة وهم على طعام فرحبوا بي وأكرموني وقالوا كل قلت جئت لأنهاكم عن هذا الطعام إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم لتؤمنوا به فكذبوني وزبروني فانطلقت وأنا جائع ظمآن وقد نزل بي جهد شديد فأتيت في منامي بشربة من لبن فشبعت ورويت وعظم بطني فقال القوم أتاكم رجل من خياركم وأشرافكم فزبرتموه اذهبوا فأطعموه من الطعام والشراب ما يشتهي فأتوني بطعام فقلت لا حاجة لي بطعامكم وشرابكم ان الله قد أطعمني وسقاني فانظروا إلى حالتي التي أنا عليها قال فآمنوا بي وبما جئتهم به من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ."
هنا المعجزة وهى الآية لصحابى وليست للنبى(ص) ومن ثم لا يصح أن تكون أمارة للنبوة
والحديث جنونى فالرجل لم يشرب حقيقة لأن لا أحد يشرب حقيقة فى المنام وإنما هو تخيل وهو ما يتعارض مع امتلاء بطنه فى الواقع