سورة الليل
سميت بهذا الاسم لذكر الليل بقوله "والليل إذا يغشى".
"بسم الله الرحمن الرحيم والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتى "المعنى بحكم الرب النافع المفيد والليل إذا يظلم والنهار إذا يظهر والذى أبدع الرجل والمرأة إن عملكم لمختلف،يقسم الله بالليل إذا يغشى أى وقت يظلم والنهار إذا تجلى أى ظهر أى أنار الأرض وما خلق الذكر والأنثى والمراد والله الذى أنشأ الرجل والمرأة وهو يقسم على أن اسم الله الرحمن الرحيم أى أن حكم الرب النافع المفيد هو أن سعى الناس شتى والمراد أن عمل الناس متعدد أى" فمنكم كافر ومنكم مؤمن"كما قال بسورة التغابن وهذا يعنى أن عمل الناس مختلف ما بين إسلام وكفر والخطاب للناس.
"فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى وما يغنى عنه ما له إذا تردى "المعنى فأما من آمن وأطاع وآمن بالنافعة فسندخله الجنة وأما من شح أى استكبر وكفر بالنافعة فسندخله النار وما يمنع عنه ملكه شيئا إذا دخل ،يبين الله أن من أعطى أى أمن واتقى أى أطاع الحكم الإلهى وصدق بالحسنى والمراد وآمن بالشريعة النافعة فسييسره الله لليسرى والمراد فسيدخله الجنة مصداق لقوله بسورة الكهف"وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى "وأما من بخل أى شح أى كذب واستغنى أى واستكبر وكذب بالحسنى أى وكفر بالشريعة النافعة ومن ثم سييسره للعسرى والمراد سيدخله النار وما يغنى عنه ماله إذا تردى والمراد ولا يفيده ملكه فى الدنيا إذا دخل النار وهذا يعنى أن المال لا ينقذه من النار لأن الله لا يأخذ من النفس عدل أى فدية مصداق لقوله بسورة البقرة"ولا يؤخذ منه عدل "والخطاب وما بعده للناس.
"إن علينا للهدى وإن لنا للآخرة والأولى فأنذرتكم نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذى كذب وتولى "المعنى إنا علينا البلاغ وإن لنا القيامة والدنيا فأخبرتكم نارا تتغيظ لا يدخلها إلا الأذل الذى كفر أى عصى الله،يبين الله أن الهدى وهو إبلاغ النجدين على الله عن طريق رسله مصداق لقوله بسورة البلد"وهديناه النجدين"وأن الآخرة وهى القيامة بما فيها والأولى وهى الدنيا لله أى الحكم وهو الأمر له ويبين للناس أنه أنذرهم نارا تلظى والمراد أخبرهم بوجود جهنم تتغيظ لا يصلاها إلا الأشقى والمراد لا يدخلها سوى الأذل وهو الذى كذب أى تولى أى كفر أى عصى حكم الله .
"وسيجنبها الأتقى الذى يؤتى ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى "المعنى وسيبعد عنها المطيع الذى يعطى حقه يتطهر وما لأحد لديه من نعمة تشكر إلا طلب ثواب إلهه الأعظم ولسوف يقبل،يبين الله للناس أن الأتقى وهو المطيع لحكم الله خوفا من عذابه سيجنب النار والمراد سيبعده الله عن النار والمطيع هو الذى يؤتى ماله يتزكى والمراد الذى يفعل الذى عليه فعله كى يسلم وهو الذى ليس لأحد عنده نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى والمراد الذى ليس لأحد لديه حق يعطى إلا طلب ثواب خالقه الأعظم وهذا يعنى أنه لا يعمل لأحد عمل إلا كان هذا العمل الصالح قصده منه الحصول على رحمة الله ويبين أن الأتقى سوف يرضى أى سوف يقبل رحمة الله وهى جنته والخطاب للناس