سورة الأعلى
سميت بهذا الاسم لذكر كلمة الأعلى فى قوله"سبح اسم ربك الأعلى ".
"بسم الله الرحمن الرحيم سبح اسم ربك الأعلى الذى خلق فسوى والذى قدر فهدى والذى أخرج المرعى فجعله غثاء أحوى "المعنى بحكم الرب النافع المفيد أطع حكم إلهك الأعظم الذى أنشأ فأتقن والذى حسب فأرشد والذى أنبت النبات فجعله حطام مدمر،يبين الله لنبيه (ص)أن اسم الله الرحمن الرحيم والمراد أن حكم الرب النافع المفيد هو أن يسبح اسم ربه الأعلى والمراد أن يطيع حكم خالقه العظيم مصداق لقوله بسورة الحاقة"فسبح باسم ربك العظيم "والله هو الذى خلق فسوى أى أنشأ المخلوق فأتقن الإنشاء والذى قدر فهدى والمراد الذى خلق الخلق فأرشدهم للحق والذى أخرج المرعى والمراد والذى أنبت النبات فجعله غثاء أحوى والمراد فأعاده حطاما مدمرا مصداق لقوله بسورة الزمر"ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما "والخطاب وما بعده من السورة للنبى(ص) عدا بل تؤثرون.
"سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى "المعنى سنلقنك فلا تعصى إلا ما أراد الرب إنه يعرف العلن وما يسر،يبين الله لنبيه (ص)أنه سيقرئه أى سيبلغه الوحى فعليه ألا ينسى إلا ما شاء الله والمراد فعليه ألا يسهو عن طاعة الوحى أى يعصى حكم الله إلا ما قدر الله سابقا أنه سيعصاه من الأحكام والمؤمنين ويبين له أنه يعلم الجهر وما يخفى أى أنه يعرف العلن والذى يكتم أى يسر مصداق لقوله بسورة التغابن"ويعلم ما تسرون وما تعلنون ".
"ونيسرك لليسرى فذكر إن نفعت الذكرى سيذكر من يخشى "المعنى ونهيئك للسبيل فأبلغ إن أفاد الإبلاغ سيطيع من يخاف،يبين الله لنبيه (ص)أنه سييسره لليسرى أى سيبلغه السبيل وهو الإسلام والمراد سيعرفه الدين ليذكره أى ليطيعه مصداق لقوله بسورة عبس "ثم السبيل يسره"وهو القرآن مصداق لقوله بسورة القمر "ولقد يسرنا القرآن للذكر"ويطلب منه أن يذكر أى يبلغ الوحى إن نفعت الذكرى أى إن أفاد الإبلاغ والمراد أن يبلغ الوحى مرارا من يرى أنه يفيده البلاغ ويبين له أنه سيذكر من يخشى أى سيطيع البلاغ من يخاف عذاب الله .
"ويتجنبها الأشقى الذى يصلى النار الكبرى ثم لا يموت فيها ولا يحيى "المراد ويخالفها المهان الذى يدخل النار العظمى ثم لا يفنى فيها ولا يعيش ،يبين الله للنبى (ص)أن الأشقى وهو المعاقب يتجنب اليسرى أى يخالف الوحى المبلغ وهو الذى يصلى النار الكبرى أى الذى يدخل السعير الكبير مصداق لقوله بسورة الإنشقاق"ويصلى سعيرا"وهو لا يموت فيها ولا يحيى أى لا يفنى فيها فناء تاما لا حياة بعده ولا يحيى أى ولا يعيش عيش السعداء وإنما عيش سيىء.
"قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى إن هذا لفى الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى "المعنى قد رحم من أسلم أى عرف حكم خالقه فأطاع،بل تفضلون المعيشة الأولى والجنة أفضل وأدوم إن هذا لفى الكتب السابقة كتب إبراهيم (ص)موسى (ص)،يبين الله لنبيه (ص)أنه قد أفلح من تزكى والمراد قد فاز برحمة الله وهى جنته من أسلم لله وفسر هذا بأنه من ذكر اسم ربه فصلى والمراد من علم بحكم خالقه فأتبعه،ويبين الله للناس أنهم يؤثرون الحياة الدنيا أى يفضلون أى يستحبون متاع المعيشة الأولى على متاع الآخرة مصداق لقوله بسورة النحل"استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة"ويبين لهم أن الآخرة والمراد بها هنا الجنة أى رزق الجنة خير أى أحسن من رزق الدنيا وأبقى أى أدوم لأنه لا يفنى مصداق لقوله بسورة طه"ورزق ربك خير وأبقى "ويبين لهم أن هذا الكلام وهو الآيات السابقة موجودة فى الصحف الأولى وهى الكتب السابقة التى أوحاها لكل من إبراهيم (ص)وموسى (ص)والخطاب للناس من أول بل تؤثرون