قراءة فى كتاب وصول الأماني بأصول التهاني
الكتاب من تأليف السيوطى وهو جمع لبعض الأحاديث التى وردت فى التهانى فى المناسبات المختلفة ردا على سؤال هل لتلك التهانى أصل فى الإسلام؟وهو ما عبرت عنه مقدمة الكتاب :
"الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد فقد طال السؤال عن ما اعتاده الناس من التهنئة بالعيد والعام والشهر والولايات ونحو ذلك هل له أصل في السنة فجمعت هذا الجزء في ذلك وسميته وصول الأماني بأصول التهاني"
هنيئا كلمة تعنى التهنئة وهى كلمة تعنى فى المصحف الثواب فى معظم المواضع كقوله تعالى"وكلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم فى الأيام الخالية"أى ثوابا بما عملتم فى الأيام السابقة كما تعنى حلالا كما فى قوله تعالى "فإن طبن لكم عن شىء منه نفسا فكلوا هنيئا مريئا" أى حلالا طيبا
والتهنئات الحالية مثل كل عام وأنتم بخير ومثل مبارك لكم أو شهر مبارك هى أدعية بالخير للمسلمين سواء كان خيرا دنيويا أو أخرويا أو هما معا وهى أدعية مباحة
هنيئا لك يا رسول الله:
أخرج الشيخان عن أنس قال أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) مرجعه من الحديبية فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد نزلت على آية أحب إلى مما على وجه الأرض ثم قرأها عليهم فقالوا هنيئا لك يا رسول الله – الحديث
الخطأ أن سورة الفتح نزلت فى صلح الحديبية وهو كلام يخالف ما فى سورة الفتح من كونها نزلت فى بيعة الشجرة كما قال تعالى "إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله" كما نزلت فى فتح مكة
وأخرج الحاكم في المستدرك عن أسامة قال تبعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمارة يعني حمزة أنك أعطيت نهرا في الجنة يدعى الكوثر
الخطأ أن الكوثر نهر فى الجنة وهو ما يخالف كونه الخير الكثير كما قال تعالى "ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا"
وأخرج أحمد عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه فقال عمر بن الخطاب هنيئا لك يا علي أمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة
الخطأ أن على وحده ولى كل مؤمن ومؤمنة وهو ما يخالف كون كل مؤمن ومؤمنة أولياء بعض جميعا كما قال تعالى "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض"
وأخرج أحمد وابن ماجة عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة فصلى الظهر وأخذ بيد على فقال ألم تعلموا أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى فأخذ بيد علي فقال اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة
الخطأ أن على وحده ولى كل مؤمن ومؤمنة وهو ما يخالف كون كل مؤمن ومؤمنة أولياء بعض جميعا كما قال تعالى "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض"
وأخرج ابن عساكر عن عبد الله بن جعفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا عبد الله هنيئا لك مريئا خلقت من طينتي وأبوك يطير مع الملائكة في السماء
الخطأ أن عبد الله خلق من طينة النبى(ص)وهو كلام يعنى أنه ابنه وهو فى تلك الحال هو ابن زنى نعوذ بالله من أن يكون النبى (ص)قال هذا الكلام أو أنه أخوه التوأم لأن الطينة الواحدة يخلق منها التوائم وهو افتراء
وأخرج أحمد ومسلم عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله أي آية في كتاب الله أعظم قال آية الكرسي قال ليهنك العلم أبا المنذر.
والخطأ أن أعظم آية في كتاب الله هى آية الكرسى وبالطبع لا يوجد شىء فى كتاب الله ما هو أعظم من بعضه فكلام الله كله عظيم
التهنئة بالتوبة
أخرج الشيخان عن كعب بن مالك في قصة توبته قال وانطلقت أتأمم رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئوني بتوبتي ويقولون ليهنك توبة الله عليك حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم حوله الناس فقام طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني فكان كعب لا ينساها لطلحة قال كعب فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يبرق وجهه من السرور (أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك
المستفاد جواز مشاركة المسلم فرحته بقبول الله توبته
التهنئة بالعافية من المرض
أخرج الحاكم عن خوات بن جبير قال مرضت فعادني النبي صلى الله عليه وسلم فلما برأت قال صح جسمك يا خوات، وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن مسلم ابن يسار قال كانوا يقولون للرجل إذا برأ من مرضه ليهنك الطهر
المستفاد الدعاء للمريض بالصحة وهى العافية
التهنئة بتمام الحج
أخرج البزار عن عدوة بن مضرس قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بمنى فقال أفرخ روعك يا عروة) قال في الصحاح أفرخ الروع أي ذهب الفزع يقال ليفرخ روعك أي ليخرج عنك فزعك كما يخرج الفرخ عن البيضة وأفرخ روعك يا فلان أي سكن جأشك قال الميداني وهو في هذا متعد وفي الأول لازم
الخطأ هنا هو أن القول فى الحج والقول ليس فيه ذكر الحج وإنما رجل يطلب من رجل الهدوء والسكينة
وأخرج الشافعي في الأم عن محمد بن كعب القرظي قال حج آدم عليه السلام فتلقته الملائكة فقالوا بر نسكك يا آدم.
الحديث هنا ليس به تهنئة بالحج وإنما هو إخبار عن أن حج الرجل كان سليما
التهنئة بالقدوم من الحج
أخرج ابن السني والطبراني عن ابن عمر قال جاء غلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني أحج فمشى معه النبي صلى الله عليه وسلم فقال (يا غلام زودك الله التقوى ووجهك الخير وكفاك الهم) فلما رجع الغلام سلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال (يا غلام قبل الله حجك وغفر ذنبك وأخلف نفقتك)
المستفاد الدعاء للحاج بقبول الله حجه
وأخرج سعيد بن منصور في سننه عن ابن عمر أنه كان يقول للحاج إذا قدم تقبل الله نسكك وأعظم أجرك وأخلف نفقتك.
المستفاد الدعاء للحاج بقبول الله حجه
التهنئة بالقدوم من الغزو
أخرج الحاكم في المستدرك عن عروة قال لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بدر استقبلهم المسلمون بالروحاء يهنئونهم مرسل صحيح الإسناد
المستفاد التهنئة بالنصر فى الحرب
وأخرج ابن السني عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فلما دخل استقبلته فأخذت بيده فقلت الحمد الله الذي نصرك وأعزك وأكرمك
المستفاد التهنئة بالنصر فى الحرب
وأخرج ابن سعد عن عبد الله ابن أبي سفيان أبي أحمد قال لقي أسيد بن الخضير رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أقبل من بدر فقال الحمد الله الذي أظفرك وأقر عينك.
المستفاد التهنئة بالنصر فى الحرب
التهنئة بالنكاح
أخرج أبو داود والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفا الإنسان إذا تزوج قال (بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير).
المستفاد الدعاء للمتزوجين باستمرار زواجهما فى سعد
وأخرج ابن ماجه وأبو يعلى عن عقيل بن أبي طالب أنه تزوج فقيل له بالرفاء والبنين فقال لا تقولوا هكذا ولكن قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (على الخير والبركة بارك الله لك وبارك عليك)
المستفاد الدعاء للمتزوجين باستمرار زواجهما فى سعد
وأخرج الطبراني عن هبار أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد نكاح رجل فقال على الخير والبركة والألفة والطائر الميمون والسعة في الرزق بارك الله لكم.
المستفاد الدعاء للمتزوجين باستمرار زواجهما فى سعد
التهنئة بالمولود
أخرج ابن عساكر عن كلثوم بن جوشن قال جاء رجل عند الحسن وقد ولد له مولود فقيل له يهنيك الفارس فقال الحسن وما يدريك أفارس هو قالوا كيف تقول يا أبا سعيد قال تقول بورك لك في الموهوب وشكرت الواهب ورزقت بره وبلغ أشده
وأخرج الطبراني في الدعاء من طريق السري بن يحيى قال ولد لرجل ولد فهنأه رجل فقال ليهنك الفارس فقال الحسن البصري وما يدريك قل جعله الله مباركا عليك وعلى أمة محمد
ومن طريق حماد بن زيد قال كان أيوب إذا هنأ رجلا بمولود قال جعله الله مباركا عليك وعلى أمة محمد.
المستفاد الدعاء لمن ولد له طفل أو طفلة بصلاح الولد
التهنئة بدخول الحمام
قال الغزالي في الإحياء في أدب الحمام لا بأس بقوله لغيره عافاك الله - نقله في شرح المهذب، وفي الفردوس من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر وعمر وقد خرجا من الحمام (طاب حمامكما) لكن بيض له ولده في مسنده فلم يذكر له إسنادا.
المستفاد الدعاء بالخير لمن فى الحمام
التهنئة بشهر رمضان
أخرج الأصبهاني في الترغيب عن سلمان الفارسي قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال (يا أيها الناس أنه قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر) - الحديث قال ابن رجب هذا الحديث أصل في التهنئة بشهر رمضان.
لا يوجد فى الحديث تهنئة وإنما إخبار عن نفع رمضان وليلة القدر فيه
التهنئة بالعيد
أخرج الطبراني في الكبير وزاهر بن طاهر في تحفة عيد الأضحى عن حبيب ابن عمر الأنصاري قال حدثني أبي قال لقيت واثلة رضي الله عنه يوم عيد فقلت تقبل الله منا ومنك فقال تقبل الله منا ومنك
المستفاد الدعاء بالخير للمسلم بقبول العمل
وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن صفوان بن عمرو السكسكي قال سمعت عبد الله بن بسر وعبد الرحمن بن عائذ وجبير بن نفير وخالد بن معدان يقال لهم في أيام العيد تقبل الله منا ومنكم ويقولون ذلك لغيرهم
المستفاد الدعاء بالخير للمسلم بقبول العمل
وأخرج الطبراني في الدعاء والبيهقي عن راشد بن سعد أن أبا أمامة وواثلة لقياه في يوم عيد فقالا تقبل الله منا ومنك
المستفاد الدعاء بالخير للمسلم بقبول العمل
وأخرج زاهر بن طاهر في كتاب تحفة عيد الفطر وأبو أحمد الفرضي في مشيخته بسند حسن عن جبير بن نفير قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض تقبل الله منا ومنكم
المستفاد الدعاء بالخير للمسلم بقبول العمل
وأخرج زاهر أيضا بسند حسن عن محمد بن زياد الالهاني قال رأيت أبا أمامة الباهلي يقول في العيد لأصحابه تقبل الله منا ومنكم
المستفاد الدعاء بالخير للمسلم بقبول العمل
وأخرج البيهقي من طريق أدهم مولى عمر بن عبد العزيز قال كنا نقول لعمر بن عبد العزيز في العيدين تقبل الله منا ومنك يا أمير المؤمنين فيرد علينا مثله ولا ينكر ذلك، وأخرج الطبراني في الدعاء عن شعبة بن الحجاج قال لقيت يونس بن عبيد فقلت تقبل الله منا ومنك فقال لي مثله، وأخرج الطبراني في الدعاء من طريق حوشب بن عقيل قال لقيت الحسن البصري في يوم عيد فقلت تقبل الله منا ومنك
المستفاد الدعاء بالخير للمسلم بقبول العمل
وأخرج ابن حبان في الثقات عن علي بن ثابت قال سألت مالكا عن قول الناس في العيد تقبل الله منا ومنك فقال ما زال الأمر عندنا كذلك، لكن أخرج ابن عساكر من حديث عبادة بن الصامت قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الناس في العيدين تقبل الله منا ومنكم فقال كذلك فعل أهل الكتابين وكرهه
وفي إسناده عبد الخالق بن خالد بن زيد بن واقد الدمشقي قال فيه البخاري منكر الحديث وقال أبو حاتم ضعيف وقال النسائي ليس بثقة وقال الدار قطني متروك وقال
أبو نعيم لا شيء.
المستفاد الدعاء بالخير للمسلم بقبول العمل
التهنئة بالثوب الجديد
أخرج البخاري عن أم خالد بنت خالد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كساها خميصة فألبسها بيده وقال (أبلي، واخلقي) مرتين
الحديث مكذوب فلا يجوز للرجل أن يلبس امرأة أجنبية شىء بيده
وأخرج ابن ماجه عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى على عمر قميصا أبيض فقال (البس جديدا وعش حميدا ومت شهيدا)
الخطأ علم النبى(ص) بالغيب ممثلا فى موت الرجل شهيدا وهو ما يخالف قوله تعالى "لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء" وهو لا يعلم الغيب ولا يمكن أن يقول أنه يعلمه
وقال سعيد بن منصور في سننه ثنا عبد الله بن المبارك عن سعيد بن أياس الجريري عن أبي نضرة قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لبس أحدهم ثوبا جديدا قيل له تبلى ويخلف الله عز وجل
المستفاد الدعاء للمسلم بالخير
التهنئة بالصباح والمساء
أخرج الطبراني بسند حسن عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل كيف أصبحت يا فلان قال أحمد الله إليك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الذي أردت منك
الحديث ليس به دعاء فهو يتحدث عن حمد الله
وأخرج بسند جيد عن ميسرة بن حبس قال لقيت واثلة ابن الأسقع فسلمت عليه فقلت كيف أنت يا أبا شداد أصلحك الله قال بخير يا ابن أخي
المستفاد الدعاء للمسلم بالصلاح
وقال سعيد بن منصور في سننه ثنا أبو شهاب عن الحسن بن عمرو عن أبي معشر عن الحسن قال إنما كانوا يقولون السلام عليكم سلمت والله القلوب فأما اليوم فكيف أصبحت عافاك الله وكيف أمسيت أصلحك الله فإن أخذنا نقول لهم
المستفاد الدعاء للمسلم بالصلاح
خاتمة
روى الطبراني في مسند الشاميين والخرائطي في مكارم الأخلاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أتدرون ما حق الجار إن استعان بك أعنته وإن استقرضك أقرضته وإن أصابه خير هنأته وإن أصابته مصيبة عزيته - الحديث) وله شاهد من حديث معاذ بن جبل أخرجه أبو الشيخ في الثواب ومن حديث معاوية بن حيدة أخرجه الطبراني في الكبير.
المستفاد وجوب تنهئة الجار فى الخير الذى يصيبه
فائدة
قال القمولي في الجواهر: لم أر لأصحابنا كلاما في التهنئة بالعيدين والأعوام والأشهر كما يفعله الناس ورأيت فيما نقل من فوائد الشيخ زكي الدين عبد العظيم المنذري أن الحافظ أبا الحسن المقدسي سئل عن التهنئة في أوائل الشهور والسنين أهو بدعة أم لا فأجاب بأن الناس لم يزالوا مختلفين في ذلك قال والذي أراه أنه مباح ليس بسنة ولا بدعة انتهى، ونقله الشرف الغزي في شرح المنهاج ولم يزد عليه.
الرجل يقول هنا أن أحاديث التهنئة بالعيدين والأعوام والأشهر ليست صحيحة الإسناد وما قلت أنا فيه المستفاد فهى أقوال صحيحة المعنى ولكنها قد لا تكون صحيحة الإسناد عند القوم