شرب الدخان
الدخان :
هو ناتج إيقاد النار فى بعض المواد مثل التبغ والحشيش والأفيون والهيرويين والبخور والتى يقصد من إخراج الدخان منها أن يشمها الإنسان أو يتذوقها من خلال الأنف والفم
الأدخنة :
يقصد بها المواد المصنعة آليا أو يدويا وذلك لتدخينها ومنها السجائر والسيجار والمعسل وما يسمى الفحم وهو أجزاء نباتية من الشجر ونباتات أخرى كقوالح الذرة وتستعمل أدوات لوضع المواد المدخنة فيها مثل مبسم السيجارة أو السيجار والغليون والشيشة
مواد التدخين :
خلق الله النباتات مثل التبغ والحشيش والقنب والبخور لتستعمل فى استعمالات مفيدة كعمل أطعمة أو أدوية ولكن البعض استغلها فى إنتاج مواد مضرة بالصحة ومن ثم فالأسئلة المطروحة هى:
هل تحرم زراعة تلك النباتات؟
الإجابة بالقطع لا تحرم زراعة تلك النباتات مادامت لغرض حلال كإنتاج الأطعمة والأدوية وفى هذا قال تعالى :
" قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق"
هل يزرع الفلاحون النباتات المذكورة دون رقابة مجتمعية؟
الإجابة يتم زراعة تلك النباتات تحت إشراف وزارات الزراعة والصحة والصناعة فى مناطق محددة بحيث يمكن حراستها من قبل الجهة المعنية بالحراسة حتى لا يأخذ أحد منها شيئا لاستعماله فيما حرم الله وهذا من باب منع الحرج وهو الأذى عن المسلمين وفيه قال تعالى:
"وما جعل عليكم فى الدين من حرج"
والسؤال هل تباح بعض الأدخنة ؟
هناك بعض الأدخنة يباح استخدامها فى أغراض مفيدة مثل:
-قتل الحشرات فى المنازل ففى البيوت الريفية أيام زمان كان يتم وضع التبن فى أرضية الحجرات وإيقاد النار فيه ثم قفلها وذلك لقتل النمل والبراغيث والقمل والبق وغيرها من الحشرات
-عمل الأسماك المدخنة
-تفويح المنزل من خلال اشعال النار فى أخشاب لها رائحة عطرة
هذه الأمور مباحة لكونها مستعملة فى إفادة البشر
آلات التدخين :
آلات التدخين يقصد بها :
صناعة الشيش أو النرجيلة أو الأرجيلة وصناعة المباسم وصناعة الغليونات ومصانع إنتاج السجائر والسيجار والمعسل .............
هذه الصناعات هى صناعات محرمة فى دولة المسلمين لكونها تستعمل فى تذوق الخبائث التى حرمها الله وفيها قال تعالى :
"ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث"
ومحرمة لكونها ضارة أى تحمل الحرج للمسلمين وهو ما منعه الله فى الإسلام وفيه قال تعالى:
"وما جعل عليكم فى الدين من حرج"
مصانع هذه الأشياء يتم تحويلها لإنتاج مواد نافعة للناس
العمل فى التدخين:
لا يجوز لمسلم أن يعمل فى مصانع إنتاج الأدخنة أو مصانع تصنيع آلاتها سواء كان فى الدولة الإسلامية أو خارجها ما لم يكن مضطرا للعمل بها فى دول الكفر
حكم شرب الدخان؟
التدخين محرم والنصوص التى يمكن استنباط الحكم منها فهى قوله تعالى " ومما يوقدون عليه فى النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض" فهنا النافع للناس يمكث فى الأرض والدخان لا يمكث أى لا يبقى فى الأرض وإنما يتصاعد لجو السماء ومن ثم فالدخان زبد ضار يذهب جفاء أى يتحرك فانيا زد على هذا أن الموقد نارا له زبد أى خبث والسجائر والمعسل وسائر المدخنات يتم إيقاد النار عليها أى فيها ومن ثم يخرج منها الخبث
زد على هذا أن الله بين لنا أن النار يوقدها الناس فى أى على الأشياء لسببين هما طلب الحلية وهى المعدن النفيس وطلب المتاع وهو المنفعة من الموقد فيه أو عليه النار والمدخنات ليست حلية ولا متاع ومن ثم فهى ليست داخلة فى المباحات فى قوله " ومما يوقدون عليه فى النار ابتغاء حلية أو متاع"
أضف لهذا أن الله حرم أذى المؤمنين والمؤمنات بأى طريقة فقال " والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا"والتدخين هو إيذاء لهم والغريب أن التدخين هو من غير ما اكتسب المؤمنين والمؤمنات فهو ليس من عملهم وإنما من عمل غيرهم مثله مثل من يتهمهم بتهمة باطلة لم يعملوها .
زد على هذا أن التدخين المحرم ينطبق عليه قوله تعالى ""وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد"فالتدخين هو فساد فى الأرض وإهلاك للحرث والنسل حيث يؤذى التدخين بعض الكائنات خاصة الناس والحيوانات وهو يؤثر تأثيرا ضارا قليلا على الزرع والنسل داخل الأم وأما خارجها فيؤثر على الأولاد تأثيرا جسميا ضارا
زد على هذا أن الله قال فى النبى الأمى (ص)" ويحرم عليهم الخبائث " والخبائث هى الأفعال المحرمة التى تؤدى إلى الأضرار النفسية والبدنية دنيويا وأخرويا ومنها التدخين المحرم
زد على هذا أن الله جعل الدخان عذاب للناس وطلب من نبيه (ص)أن ينتظر نزوله على قومه حتى أنهم أعلنوا الإيمان الظاهرى بسبب ألام الدخان وطلبوا منعه وكشفه من الله فكشفه عنهم وأزاله حتى يوم عودتهم وهو يوم هلاكهم وفى هذا قال تعالى " فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون "
فإذا كان الدخان عذاب فهذا يعنى أن التدخين حرام لأنه تعذيب لغير المدخنين إن لم يكن تعذيب للمدخنين أنفسهم
التدخين مفطر أم لا ؟
سواء اقتنع البعض بأن التدخين يدخل المعدة أولا يدخل فالأعمال فى الإسلام مرتبطة ببعضها فقبول الله للصوم يعنى أن كل أعمال المسلم الأخرى صالحة فإن كان هناك معصية متعمدة أى ذنب لم يقبل الله أى عمل من الأعمال الصالحة حتى يتوب الإنسان من تلك المعصية بالاستغفار وعمل الكفارة أو العقوبة إن كان هناك كفارة أو عقوبة وهو ما سماه الله عدم الاصرار على الذنب أى الفاحشة فقال بسورة آل عمران :
"وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ"
والتدخين المحرم معصية تجعل صيام صاحبها غير مقبول حتى يتوب منها واما حكاية كون التدخين يدخل المعدة فأنا أصدقكم القول فيها لأنى جربتها أثناء إطفاء احدى الحرائق مع الناس فى منزل كان مغلقا ولكن المشكلة ليست فى كونه يدخل المعدة أولا يدخل فالمشكلة هى فى كون الدخان طعام أو شراب أم لا ؟
فالدخان ليس طعاما ولا شرابا ولو اعتبرناه كذلك لأدخلنا هذا فى الروائح المختلفة كروائح الطعام عند الطهى والعطور ومن المعروف أن العطور ذراتها تدخل الفم والأنف دون إرادة الناس ومن ثم فى تلك الحالة إما اعتبار كل الروائح كريهة أو زكية طعام أو شراب وإما عدم اعتبارها
ما حكم التدخين فى الصيام ؟
الجواب :
الدخان ليس طعاما ولا شرابا ومن ثم فهو لا يفطر ولكنه ذنب إضرار للنفس والغير ويجب على المدخن الاستغفار لهذا الذنب والتوبة منه حتى يقبل صومه
السؤال: ما وجهة من يقول بأن الدخان محرم في شرع الله تعالى؟
الجواب :
الدخان والتدخين محرم لحرجه وهو ضرره على المدخن ومن حوله وفى هذا قال تعالى "وما جعل عليكم فى الدين من حرج "
السؤال: هل يجوز للمرأة أن تمتنع عن الكلام مع زوجها إذا كانت ترجو بذلك تركه للتدخين أو أشياء من هذا القبيل الذي لا ينفعه؟
الجواب :
لا يجوز لأحد خصام احد إلا بحكم قضائى كالحكم الذى أنزله الله فى المخلفين عن الجهاد بخصام المسلمين لهم كلاميا وإذا كان الزوج يرتكب جريمة كالتدخين فللزوجة أن تعظه عدة مرات ثم تشكوه لأهله ليعظوه فإن لم يرتدع يتم ابلاغ القضاء عنه للقبض على من صنع وباع واشترى ودخن الدخان باعتبارهم جميعا شركاء فى جريمة الافساد فى الأرض بإيذاء الناس وجريمة إيذاء النفس وبالقطع هذا فى الدولة الاسلامية التى لا وجود لها حاليا