سبب عداوة الأخر لنا :
إن الأخر هو عدو لنا سواء كانت عداوته ظاهرة أو خفية وقد قال بعضهم فى سببها :
"لقد أورثت ظروف الحياة القاسية احتمالات الإحساس بالخوف-من الحيوانات والبشر الأخرين – أنظمة الإدراك لدى البشر بشكل جعل دفاعهم عن الذات مشحونا بالعدوانية والغضب وشريعة الثأر وهى آليات تميز علاقة الفريسة بالكواسر ومن هنا كانت استجابة هؤلاء –لأى حدث خارجى من ثقافة مختلفة-تجرى ضمن عملية تشفيرية مزدوجة تعبر عن أحاسيسهم وعواطفهم وتنشىء واقعا من المشاعر الضمنية البعيدة عن التعقل واقع تترجمه اللغة العدوانية للأخر وتفسره الحواس العدوانية نحوه"
ونلاحظ هنا أن سبب العدوانية هو الخوف من الأخر وهو كلام تخريفى فمن يخاف من شىء يعمل على أن يرضى هذا الشىء وليس أن يهاجمه والسبب الحقيقى لعداء الأمم لبعضها هو البغى وهو الظلم وهو إرادتها أن تأخذ حقوق الأمم الأخرى لنفسها فتتمتع هى على حسابهم لأنها هى الأقوى وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة :
"وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم ".
ولو فكرنا فى أى شىء يهتم به المحتل أو الغازى لوجدناه يهتم بالمال الموجود فى الأرض المحتلة فيستولى عليه ويسيطر على المؤسسات الإقتصادية ويجعلها مرتبطة باقتصاده حتى يأخذ خيرها ويهتم أيضا بدرجة أقل بنساء الأرض المحتلة فيتخذ منهن إما مغتصبات أو خادمات أو داعرات .