بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعضاء وزوار منتدى
البيئية الكرام
التلوث البيئي ينهي حياة ثلث مخلوقات العالم
فيما يعتبره البعض نصرا للبشرية جميعا، ويعتبروه آخرون هبة للبشرية، يعتبره عدد اخر من البشر
أمرا جنونيا غير محسوب العواقب لم يكترث الإنسان في الوصول إليه بتدمير كل ما يحيط به وكأنه هو
الكائن الوحيد على هذا الكوكب.
فوصول الإنسان الى هذا التطور التكنولوجي غير المسبوق يقول البعض أنه قد جاء على حساب كائنات
أخرى تشاركنا نفس الكوكب. فالتلوثات البيئية الناجمة عن الصناعة والإنبعاثات الحرارية تهدد الكوكب
ككل بكارثة إن لم نتمكن من إيقافها في الوقت المناسب.
عدة صرخات كانت قد أطلقتها مجموعة من الجمعيات المعنية بالبيئة في العالم كانت اخرها صرخة
الجمعية البيئية البريطانية التي أشارت إلى أن ثلث الكائنات البرية والبحرية على سطح الأرض قد
إختفت منذ العام 1970.حيث أن 25 %من الكائنات البرية قد فقدت ونحو 28% من الكائنات البحرية
و قرابة ال30 من تلك النهرية واجهوا نفس المصير.
وتقول الجمعية ان نسبة الكربون في الجو قد حطمت أرقاما قياسية جديدة وقد وصلت إلى درجات قريبة
جدا من نقطة اللارجعة. حيث وصلت نسبة الـ co2 في الجو غلى ما يقارب الـ 387 جزء من المليون.
وهذه اول مرة تصل البشرية إلى هذا الرقم منذ 650000 سنة. وهذا يعني أن العالم بات قريبا جدا من
منطقة الخطر حيث أنه في حال وصول نسبة الco2 الى 400 في المليون فلن تستطيع البشرية بعدها
ان تعيد الامور الى نصابها مرة اخرى.
نسبة الإرتفاع في درجات الـ co2 في الجو كانت وحتى عام 2000 لا تتجاوز ال1.5 درجة من
المليون كل سنة، لكنها في عام 2007 وصلت إلى 2.14 جزء. مما يعني اننا امام تزايد في إرتفاع
نسبة الكربون في الجو الى ثلاث اضعاف من كانت عليه النسبة في الأعوام السابقة.
العلماء والباحثون المختصون في هذا المجال من الدراسات يجذرون من ان وصول نسب الكربون في
الجو الى 400 جزء من المليون يعني بالضرورة إرتفاعات حادة في درجات الحرارة بشكل غير
مسبوق وغير إعتيادي، مما يتسبب عنه إرتفاعات مخيفة في نسب المياه تنتج عنها بالضرورة فيضانات
وجفافا في انحاء متفرقة من العالم.
البروفسور Andrew Watson من جامعة شرق بريطانيا يقول " إن إرتفاع نسب الكربون في
الجو قد يتسبب بإضعاف البنية الطبيعية للأرض وهذا سيتسبب في مشاكل عديدة للمحيطات والأمطار.
ويقول Mike Childs من جمعية أصدقاء الارض أن على الحكومات و السياسيين ان يقوموا بفرض
خطط سياسية لإنقاذ العالم وان لا يقتصروا جهدا في إعادة الامور الى نصابها ويضيف أن على رئيس
الوزراء البريطاني ان يفرض خطط لتقليل الإنبعاثات بنسبة 80 في المائة في العام 2050 حتى نتمكن
من إنقاذ عالمنا حسب تعبيره.
الثورة الصناعية اصل المشكلة كانت منذ يومها الاول تخدم أناسا على حساب أناس اخرين وها هي
الان تعاود نفس الكرة فالذين لم يستفيدوا من الثورة الصناعية والتقنية كسكان القارة السوداء مثلا
يدفعون اليوم ثمنا لأخطاء الدول الصناعية، فالفيضانات والجفاف التي تضرب قارتهم منذ أعوام أحد
أسبابها هذه الطفرة العجيبة في نسب درجات الحرارة العالمة فهم يشاطرون بقية الامم المصائب بينما
لم تكن لهم في صنعة هذه الكوارث اليد الطولى.
أي عقل وهبه الله للإنسان حتى يتمكن من تسخير كل شيء حسب رغباته ويضرب في فجاج الارض
ويحلق إلى الفضاء الخارجي بل ويطمح في الوصول إلى المجرات الاخرى غير المجرة التي يعيش
فيها، لكن عقله هذا لم يدعه للتوقف والتامل ولو للحظات في انه ومن خلال ما يقوم به فإنه يقتل ويدمر
ويسيء إلى كوكب لطالما إحتضنه على أساس انه خليفة يعمره. واي عقل وهب لمجموعة منى مديري
الشركات في العالم لا يابهون بصادراتهم الملوثة للجو طالما انهم يجنون أربحا أكثر بقذفها الى الخارج.
قد تكون صرخة هذه الجمعة البريطانية هي الصرخة الاخيرة قبل أن يصل العالم فعلا إلى مرحلة
اللاعودة فهل يتعظ أصحاب الصناعة والتجارة، وهل نرى قانونا جديدا يجرم تلويث البيئة ويحاكم عليها.
ام ان العالم سيبقى يسير في خطا متسارعة نحو نهايته.